يعتمد قراري بالترشح للكونجرس علي التزامي العميق بالخدمة العامة وعلي خبرتي الشخصية وخبرة عائلتي في مجال البحث والتوصل لحلول عملية وعادلة وحيادية للتحديات الصعبة. كانت هذه كلمات جوزيف بي كيندي أو جو الثالث لتوضيح أسباب خوضه للانتخابات والتي فاز فيها بمقعد في مجلس النواب عن ولاية ماساتشوستس. وينتمي جو(32 عاما) للجيل الثالث من عائلة كيندي أكبر العائلات السياسية في الولاياتالمتحدة والتي تحظي بتقدير كبير لدي قطاع واسع من الأمريكيين بل وشغف بمتابعة أخبار أفرادها تماما مثلما يحدث مع العائلة المالكة في بريطانيا. وبتولي جو الثالث مهامه في مجلس النواب مع بدء دورته في يناير المقبل يحيي تاريخ آل كيندي السياسي وأرثهم البرلماني الذي بدأ بانتخاب جون كيندي,الذي أصبح فيما بعد الرئيس ال35 للولايات المتحدة, عضوا بمجلس النواب في عام1946 واستمر علي مدي63 عاما متصلة, حيث كان هناك دائما عضوا أو أكثر من عائلة كيندي بالكونجرس, ولكن منذ عام2010 لم يعد لقب كيندي يتردد بين جنبات الكونجرس وذلك بعد قرار باتريك كيندي, عضو مجلس النواب عن رود ايلاند, بعدم الترشح مجددا. ويري الكثيرون أن جو الثالث هو الشخص الأمثل لحمل راية آل كيندي فهو حفيد السناتور روبرت كيندي الشقيق الأصغر للرئيس الراحل جون كيندي. ووالده جو كيندي الثاني كان عضوا بالكونجرس. وحسب وصف صحيفة بوسطن هيرالد فإن جو الثالث قد ورث كل الصفات المميزة لجدوده من آل كيندي: الابتسامة العريضة والأدب الجم والشعر الكثيف وأن كان في حالته أصهب وليس أشقر مثل جون كيندي. وما يميز جو أيضا أنه بعيد كل البعد عن أي فضائح تتعلق بالشراب أو العلاقات العاطفية التي طالت بعض أبناء جيله في العائلة. درس جو الثالث الهندسة الصناعية في جامعة ستانفورد ثم درس القانون بجامعة هارفارد. وأثناء دراسته بهارفارد عمل بمكتب المساعدات القانونية بالجامعة والذي كان يقدم خدمة الاستشارات القانونية مجانا لمحدودي الدخل فيما يتعلق بقضايا الإسكان وقانون الأجور والاعانات الحكومية. تطوع جو للعمل في فيلق السلام, الذي يرسل متطوعين ومتطوعات إلي دول العالم الثالث للمساعدة في مشاريع تنموية, حيث شارك في أحد المشروعات الخاصة بالسياحة البيئية في جمهورية الدومينيكان. وفي الفترة ما بين2009 2011 تولي منصب المدعي العام في مقاطعة كيب كود بولاية ماساشوستس ثم تولي في سبتمبر2011 وظيفة مماثلة في مكتب المدعي العام في مقاطعة ميدلسكس المجاورة ليستقيل منها في بداية2012 لخوض انتخابات الكونجرس. وقد تعرض جو الثالث خلال الحملة الانتخابية لكثير من الانتقادات, خاصة من الجمهوريين, لافتقاره للخبرة السياسية والمؤهلات اللازمة لمثل هذا الموقع, مشيرين إلي أنه يعتمد علي لقب عائلته الشهير وامتلاكه للمال من أجل تحقيق هدفه بالوصول للكابيتول مقر الكونجرس. أما مؤيدوه فكانوا يرون انه علي الرغم من أن جو لم يتول منصبا سياسيا من قبل إلا أنه قضي سنوات طويلة في الخدمة العامة سواء في ولاية ماساتشوستس أو بالخارج. ووصفه تيد كيندي جي أر ابن عمه وحفيد السناتور الأسبق تيد كيندي في حديث لصحيفة ديلي تلجراف البريطانية بأنه أفضل من يمثل الجيل الجديد لآل كيندي والأمل في حمل شعلة الليبرالية التي حملها آل كيندي لسنوات طويلة. ويتضخم الحلم لدي بعض معجبي آل كيندي فيؤكدون أن مقعد مجلس النواب ما هو إلا درجة في سلم صعود جو الثالث إلي الرئاسة وأنه سيعيد أمجاد جون كيندي. ومن جانبه يسوق توماس والين المؤرخ السياسي بجامعة بوسطن سببا آخر, لا يخلو من الطرافة, لهوس الامريكيين بآل كيندي ولاقبال الناخبين علي اختيار جو الثالث وهو انه بالنسبة للكثيرين في ماساتشوستس التصويت لفرد من عائلة كيندي يشبه ادمان الحلويات: تقسم انك ستقلع عن تناول كيك الشيكولاتة ولكنك أبدا لا تنجح وتستمر في العودة إليه.