جاءت أزمة الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى بتداعياته ومايجرى الآن على الساحة المصرية ليغطى على حادثة الدماء التى جرت بالصعيد, وأودت بحياة 51 من أطفال أسيوط, وكأن شيئاً لم يكن.. وكأن دماء هذه الأرواح الطاهرة لاتساوى شيئاً ! ضاعت دعوات محاسبة المقصرين عن هذا الحادث وفى مقدمتهم رئيس الوزراء هشام قنديل الذى خرج الجميع يطالبون بإقالته وإقالة حكومته الفاشلة على أثر الحادث, وغابت القضية عن الجميع ودخلت فى دائرة النسيان, وبقى قنديل وحكومته الفاشلة التى لم تحقق شيئاً لآمال وطموحات المصرين, حتى بما فيها الحفاظ على أرواح أطفال مصر بسبب إستمرار الإهمال الأرعن على المستويات كافة. ذهبت القضية مع ريح الإعلان الدستورى ومشكلاته, وبقى قنديل, ومعه حكومته وكأن مصائب مصر عند حكومته فوائد! انسابت دماء أطفالنا, وزادت حدة الإستقطاب والفُرقة, ولم نجد حتى الآن رؤية واضحة لتلك الحكومة.. إرتفعت الأسعار وسقطت البورصة إلى حافة الهاوية, لم نجد بشائر أمل فيما هو قادم, بل على العكس كل المقدمات تؤكد أن القادم هو الأسوأ. لم تجد حكومتنا الرشيدة بداً من الإقتراض من البنك الدولى, رفعت كل أسعار الخدمات المقدمة للمواطن العادى, وبقى النظام الضريبى الذى إستحدثته ليخيب الآمال من جديد دون إصلاح حقيقى على هذا النظام .. إنشغلت وأضاعت مجهودها فى مسائل تافهة على شاكلة غلق المحلات فى العاشرة مساءاً, وتركت المواطنين تحت رحمة سياسات الإحتكار التى لازالت تدور وقائمة بلا رادع , أورقيب .. تركتنا تلك الحكومة ورئيسها نتجرع آلام عدم الأمان فى الشارع, ولا حل لأزمة المرور, تركت المواطن يدور فى الحلقة المفرغة, ولاشئ بالنسبة له قد تغير إلا للأسوأ وباتت حكومتنا تشبه اللهو الخفى تعمل وهى غير موجودة.. لايراها أحدا ولايشعر بها إلا فى المصائب .. لقد وقف رئيس تلك الحكومة د.قنديل يقول بيانها للناس عن فترة عملها, فلا جديد عنده.. إستمع له الناس, ولكنهم لم يشعروا بأنه قد جاء بعد, وعندما فتح الله عليه بالتصريح فى موضوع هام خرج أمس يتوعد ويهدد ليقول أن حكومته ستواجه محاولات الخروج عن الشرعية بكل حزم! الآن يدرك الجميع أن تلك الحكومة قد جاءت فى غفلة من الزمن, وهم يتساءلون وسط كل هذه المصائب التى تمر بها البلاد فى ظل حكومته غير الرشيدة: هو رئيس وزراءنا راح فين ؟ ! المزيد من مقالات حسين الزناتى