تجفيف الطماطم, ورفع قيمة صادرات التمور, وزيادة انتاجية محاصيل الخضر وتحسين اساليب استخدام المبيدات وإدخال نظام الصوبات الزراعية, كلها مشروعات لتحقيق هدف وحيد وهو زيادة دخل صغار المزارعين. اوضح هاني السلاموني رئيس مركز تكنولوجيا الاغذية والتابع لوزارة الصناعة والتجارة الخارجية, ان هذه المشروعات يمكنها تغيير الحياة الاقتصادية للمزارعين في مصر, فكل منها يمكنه زيادة دخل المزارع السنوي بأكثر من4 مرات علي الاقل. وقال ان هذه المشروعات ممولة من وزارة الاقتصاد السويسرية والحكومة المصرية, ويشرف علي تنفيذها مركز تكنولوجيا الأغذية بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية يونيدو وهي تستهدف بوجه خاص محافظات الصعيد والتي تتمتع بمناخ مناسب لهذه المحاصيل والزراعات. وأشار إلي ان أول مشروع من تلك المشروعات يركز علي رفع قيمة محصول الطماطم, حيث بدأ تنفيذه عام2010 بهدف مساعدة المزارعين علي مواجهة حالات تدني اسعار المحصول لدرجة لا يعد معها المحصول اقتصاديا, فأحيانا تصل أسعار الطماطم لمستوي منخفض جدا بضعة قروش للكيلو لدرجة ان المزارعين لا يقومون بحصادها بل يستخدمونها كسماد للأرض, ولهذا ندربهم علي استخدام اسلوب تجفيف الطماطم باستخدام الشمس لتصديرها للاسواق الخارجية خاصة ايطاليا مما يرفع دخل المزارع نحو ست مرات اكثر من دخله في المواسم المعتادة. وقال إن المركز استقدم خبراء من ايطاليا لتدريب صغار المزارعين علي كيفية زراعة طماطم تصلح للتجفيف, وأفضل أسلوب للتعبئة في حاويات خاصة للتصدير وفي مرحلة لاحقة يتم تدريبهم علي تعبئة الطماطم بعد تجفيفها في برطمانات زجاجية وإضافة زيت عباد شمس وتوابل عليها, وهو ما يرفع قيمتها التصديرية عدة مرات اخري. وأضاف ان المركز يزود المزارعين بالتقاوي والبذور المناسبة لهذا الأسلوب, بجانب إرشادهم لكيفية مقاومة الافات والحشرات الضارة والتي ادت في بعض المواسم للقضاء علي نحو90% الي100% من المحصول, مشيرا الي ان المركز ساعد علي انشاء مصنع لتعبئة الطماطم والآن هناك9 مصانع تعمل في هذا المجال. واشارت ألفت طنطاوي مسئولة الاتصال مع منظمات المجتمع المدني بالمركز إلي ان مشروع تجفيف الطماطم استفاد منه اكثر من2700 مزارع والذين تقل ملكية كل منهم عن فدان واحد, كما نساعد الملاك حتي5 فدادين, والبداية كانت بنحو400 مزارع صدروا طماطم بقيمة27 مليون جنيه في عام واحد. وبالنسبة لمشروع الصوبات الزراعية قال هاني السلاموني ان المركز يأمل في التوسع في استخدامها بالصعيد حيث توفر في استخدام المياه بجانب ان انتاجية الفدان تعادل انتاج4 او5 فدادين بالطرق العادية, مشيرا الي دراسة انشاء مصنع لإنتاج الصوبات بالصعيد باستغلال خامات محلية, وهو ما يخفض تكلفة إنتاج الصوبة الواحدة من300 ألف جنيه إلي70 ألفا فقط. وبالنسبة لمشروع رفع انتاجية التمور اشار رئيس مركز تكنولوجيا الاغذية الي ان مصر تعد اكبر منتج للتمر في العالم حيث تمتلك10 ملايين و500 الف نخلة تنتج تقريبا18.5% من انتاج العالم من التمر, ومع ذلك فان صادراتنا من التمر لا تتعدي25 الف طن سنويا وهو رقم ضئيل للغاية لا يتناسب مع تلك الامكانيات بجانب ان اسعار التصدير تتراوح بين800 دولار الي الف دولار للطن, في حين ان تونس تصدر تمرا تحت اسم نور دجلة بسعر ثلاثة آلاف دولار, كما ان احدي الدول بالجوار تصدر تمر بسعر خمسة آلاف دولار. وفي هذا الاطار اكدت الفت طنطاوي ان نوعية التمور في مصر جيدة ولكن ما ينقصنا هو تطوير اساليب التعبئة, مشيرة الي ان كل نخلة تدر لمالكها عائدا يبلغ نحو4 آلاف جنيه سنويا.