مازال توابع زلزال ملعب رادس يلقي بتوابعه يوميا بعد الأعجاز الذي صنعه الأهلي امام الترجي التونسي وتجريده من لقبه وسط جماهيره وعلي ملعبه بعد مباراة برشلونية خطفت عشاق الفريق التونسي قبل عشاق منافسه الذين ذهبوا الي تونس أو من تابعوا المباراة غير شاشات التلفاز. إن ما حدث في رادس لم يكن مباراة في كرة القدم فقط بل رسالة يجب أن نقف امامها كثيرا ونحلل ما حدث جيدا ونعترف بأن هناك تغييرا قادما في العلاقات العربية وأن الفرصة متاحة امامنا أن نطوي المرحلة السابقة بلا رجعة بعد ما كان المشهد مؤسفا في المواجهات العربية العربية في كرة القدم وهي ما عانينا منه كثيرا وهو ما سنلقي الضوء عليه. ويعتبر من أقوي توابع الزلزال الأحمر هو الحديث الذي فضفض به حسام البدري المدير الفني للأهلي لأحد المقربين عن رغبته في الرحيل عن تدريب فريق الكرة بالأهلي بعد مونديال الأندية في اليابان مكتفيا بما حققه مع الفريق من انجاز كبير سيظل التاريخ يذكره لأنه ولد من رحم الأحباط واليأس. وبرر المصدر رغبة البدري التي يخفيها ولم يبدها إلا للمقربين وربما اذا اقرأ التفاصيل التي سنوردها ستلمس ما يشعر به.. إلا أن المصادر القريبة تؤكد بوجود احساس تسرب للمدير الفني بأن الادارة لم تتعامل معه بالاحترافية الكاملة مقارنة بسابقة مانويل جوزيه والذي كانت طلباته أوامر حسبما يقول الشاهد من خلال متابعة جوزيه في الأهلي. يشعر البدري بغبن شديد من خلال عدم دعم الفريق للاعبين مميزين خاصة في خط الهجوم وهو المركز الذي يعاني منه الفريق قصورا شديدا بعد سوء الحظ الذي يلازم متعب واصابات دومنيك وعدم تأقلم كونان. تجاهل واضح من ادارة الكرة لراتبه الشهري 100 ألف جنيه وهو نفس الراتب الذي كان يحصل عليه عندما تولي المهمة في موسم 2009/ 2010 بينما كان نظيره البرتغالي يحصل علي 550 ألف جنيه شهريا ناهيك عن فاتورة الفندق وتذاكر الطيران وامتيازات آخري لا حصر لها وعلينا ألا ننسي أن راتب فيدالجو مدرب الاحمال يخطي ما يحصل عليه البدري حاليا علي الرغم من اختلاف الظروف إلا أن الأجانب كعادتهم لا يقدرون الظروف. إن خجل البدري امام ادارة الكرة يكلفه الكثير نظرا لاحترامه الشديد للثنائي حسن حمدي والخطيب مما يدفعه الي التحامل علي نفسه في أشياء كثيرة بينما كان العكس يحد من جانب جوزيه الذي كان يتعامل بجرأة متناهية والمواقف كثيرة.. ولعل البدري دفع الثمن في التجربة الأولي عندما فكر في تغيير جلد الفريق فانقلب الوضع عليه. كتب المولي عز وجل التوفيق لحسام البدري بأن يحافظ علي ما يروجه المدرب الوطني ويعيد له جزء من كرامته التي فقدها لأنه أي المدرب الوطني وهو الوحيد الذي يستطيع التعايش مع ظروف بلدة بعكس الأجنبي الذي يفضل مصلحته ويبحث عنها بعيدا عن العواطف. يبدو أن الأمر سيتطلب من ادارة الكرة وبخاصة هادي خشبة مدير القطاع لفتح قلبه والاستماع لشكوي البدري واستنفاره لأخراج ما بداخله وازالة أية رواسب او غبن يشعر به. في المقابل التابع الآخر الذي وقع في رادس السلوك العام للرحلة وكرم الضيافة والود والترحاب يؤكد أن المشهد بدأ يتغير وأن صفحة الماضي طويت بلا رجعة وأن الوهم الذي صنعه الآخرون من خلال بث الفرقة العربية أرهقت الجميع وأن المشهد الراقي في ملعب رادس كان رسالة سلام في علاقة الشعبية بعدما كانت رسالة استقواء وضيق أفق تستخدم لأغراض سياسة ولعل كثيرا من الأحداث الرياضية استخدمت لافساد العلاقات والأمثلة كثيرة. إن ما حدث في رادس رسالة محبة وتدعيم من السياسة للرياضة وليس العكس كما كان قائما ولعل مقابلة الرئيس التونسي للأهلي حملت بين طياته معاني كبيرة لم يشير لها أحد لكونها السابقة الأولي وبداية حقيقة لثورات الربيع العربي. رسالة رادس دفعتنا للتخلص من العادلة الصفرية التي دائما ما كانت مثار الصدام وهو ما يجب أن نتخلص منه بمعني أن تونس بلد كبير وأيضا مصر لا داعي للمقارنات رسالة رادس أكدت علي أن المشهد لم يكن كسابقة وأن فرحة البطولة لم تنسنا أحداث قطار الصعيد فلم تكن هناك مبالغة مقارنة بما حدث في حادث العبارة 2006 وقت نهائيات أمم افريقيا وبذلك لم تنسنا الفرحة المشهد الحالي ولم نقفز علي ظروفنا بل كانت لحظات فرح غلب عليها الحزن, رسالة رادس قطعت الشك باليقين بأن الأهلي هو المنظومة المصرية الرياضة الأولي التي تقوم بواجبها رغم ما يفرض عليها من ظروف صعبه كعادة الانسان المصري الذي يفجر المعجزات عندما تلوح الأزمة وتستحكم حلقاتها ولكن الأمل يولد من حيث لاندري ولا نتوقع لأنه الايمان.