ثلاث انتخابات رئاسية احريت خلال الشهور القليلة الماضية, هي الفرنسية والمصرية والأمريكية, ورغم اختلاف نتائجها, وصعوبة المقارنة بين النظم الرئاسية في الدول الثلاث. إلا أننا نلاحظ أن نتائج الانتخابات الثلاثة متقاربة, فقد فاز أولاند بنسبة 51.9%, والدكتور مرسي بنسبة 51.73% ورغم فوز أوباما بحصوله علي303 أصوات ومنافسه.203 إلا أنه حصل علي 50.4% من التصويت الشعبي. وقد أقر الرئيس الفرنسي ساركوزي بهزيمته, قائلا:' بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد, إنه خيار ديمقراطي ويجب احترامه'. وأقر رومني بهزيمته وتمني لأوباما التوفيق في رئاسته الثانية والنجاح في قيادة الأمة. ولم يقل أي منهما أن نصف الشعب لم ينتخب منافسه الفائز, وأن الفرق بينه وبين الفائز أقل من واحد في المائة, أو أن الإنتخابات زورت, أو أنه لا يعترف بالفائز رئيسا للجمهورية. وفي مصر بعد إعلان نتائج المرحلة الأولي, أعلن خالد علي بان الانتخابات مزورة وباطلة, ودعي للخروج لميدان التحرير للاحتجاج علي نتائجها. وأعرب عبد المنعم أبو الفتوح عن شكه في نزاهة الانتخابات قائلا إن المال السياسي لعب دورا أساسيا في تحديد نتائجها. وأعلن حمدين صباحي عدم قبول النتائج ودعا للتجمهر احتجاجا. ونزل المرشحون الخاسرون الثلاثة لميدان التحرير مطالبين بإلغاء نتائج الانتخابات, وتكوين مجلس رئاسي, يضمهم بالطبع!. وطالب البعض الدكتور مرسي بالتنازل لحمدين, وبعد إعلان فوزه بالرئاسة هنأه شفيق, وبعد3 شهور أعلن أن الانتخابات مزورة. وإذا كان الخاسرون في الخارج يتمنون النجاح لرئيسهم المنتخب, ففي مصر تتحول المعارضة لخصومة, وبدلا من العمل السياسي بين الجماهير ليحوذوا علي ثقتهم في انتخابات مقبلة, يتحول الخاسرون لمحاولة عرقلة وإفشال الرئيس الجديد, فيرفضون كل ما يصدر من قرارات أو قوانين, أو يطرح من مشاريع, دون أن يقدموا بديلا لها. فليس تقدم مصر ونهضتها هو المهم, ولكن الأهم لديهم كيفية إفشال الرئيس. فعلا نحن مازلنا في' كي جي ون' ديمقراطية. المزيد من أعمدة جمال نافع