تصدرت قضايا الاقتصاد وانتقال السلطة من جيل إلي آخر المشهد الصيني والحديث الدولي عن التنين الأسيوي مع دخول المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي يومه الثالث,ففي الوقت الذي أكد فيه بكين أنها اجتازت منعطفا اقتصاديا مهما. ,سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء علي ما وصفته بتصاعد نبرة التشكيك بين أفراد طبقة النخبة في الصين حول ما إذا كان النظام الاستبدادي الذي يقوم عليه الحزب الشيوعي الحاكم سيتمكن من مواجهة ومعالجة الضغوط التي تتحملها الدولة, وتزامن هذا الحديث الأمريكي مع توجيه الصين انتقادات شديدة اللهجة للولايات المتحدة حيث اتهمت الأخيرة بأنها تعتمدعقلية الحرب الباردة. وتزامنا مع اجتماع صناع السياسات بالحزب الشيوعي في بكين لتعيين قادة جدد للأعوام العشرة القادمة, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في ظل دخول الصين منعطف تاريخي مع بدء الإستعدادات لانتقال السلطة في البلاد بعد إنتهاء ولاية الرئيس الصيني الحالي هوجين تاو, تتصاعد نبرة التشكيك بين أفراد طبقة النخبة حول ما إذا كان النظام الاستبدادي الذي يقوم عليه الحزب الشيوعي الحاكم سيتمكن من مواجهة الضغوط التي تتحملها الدولة البالغ تعداد شعبها103 مليار نسمة. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن السياسات التي طرحها وتبناها الحزب منذ عام1978 علي يد زعيمه السابق دينج شياو بينج, تمكنت من انتشال مئات الملايين من ويلات الفقر وتحويل البلاد إلي ثاني أكبر اقتصاد عالمي, فإن الأسلوب والاستراتيجية التي اعتمدها زعماء الحزب في إدارة البلاد علي مدي عقود طويلة تمخض عنها مشكلات وأزمات هائلة يصعب تجنبها, علي حد قول الصحيفة الأمريكية التي نقلت عن المحللين قولهم ما تحتاجه الصين حاليا هو تبني استراتيجية شاملة من شأنها تحرير الاقتصاد الوطني والنظام القضائي ووسائل الإعلام والمؤسستين العسكرية والتعليمية والحياة المدنية علي نحو تدريجي من القبضة الحديدية التي يفرضها الحزب الحاكم. جاء ذلك الحديث الأمريكي متزامنا مع توجيه وزير التجارة الصيني تشين ديمينج انتقادات حادة للولايات المتحدة متهما إياها بأنها تبدي عقلية الحرب الباردة بمخاوفها من تشكيل شركة هواوي الصينية لمعدات الاتصالات خطرا امنيا بسبب علاقاتها مع الحزب الشيوعي. وكانت لجنة المخابرات بمجلس النواب الامريكي قد حذرت الشهر الماضي من ان بكين يمكن ان تستخدم المعدات التي تصنعها هواوي ثاني اكبر شركة في العالم لصناعة اجهزة الراوتر ومعدات الاتصالات في التجسس بالاضافة الي شركة زد تي ئي الصينية المنافسة لصناعة اجهزة الاتصال. واشار التقرير الي وجود خلية في الحزب الشيوعي في هيكل ادارة الشركتين كجزء من سبب هذا القلق. وعلي جانب متصل, اعلنت الصين أنها اجتازت منعطفا اقتصاديا مهما وتوقعت تحقيق هدفها للنمو هذا العام ويتزامن ذلك مع اجتماع صناع السياسات بالحزب الشيوعي في بكين لتعيين قادة جدد للأعوام العشرة القادمة. وقال تشانج بينج رئيس هيئة التخطيط الاقتصادي إن ثاني أكبر اقتصاد في العام نجح في وقف التباطؤ مضيفا أنه علي ثقة من أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سيتجاوز5,7 في.2012 وكان بينج يتحدث للصحفيين علي هامش المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي حيث أكد أنه في أول عشرة أشهر من هذا العام زاد حجم التجارة الخارجية للبلاد بنسبة6.3% عن نفس الفترة من العام الماضي.