كان النظام السابق سخيا جدا مع أنصاره ومريديه وكان يقدم العطايا والهبات والمناصب بلا حساب.. تجاهل هذا النظام العجيب أجيال مصر كلها وحقها في المشاركه ليجلس علي انفاس هذا الشعب ثلاثون عاما لم يتغير فيها شئ.. وما بين عطايا المناصب والأموال والهدايا ضاعت ثروات هذا الشعب.. كان مسلسل الهبات يبدأ بالأراضي التي تم توزيعها والقصور والفيلات التي تم إنشاؤها وخلال ثلاثين عاما يمكن حصر الشواطئ والأراضي التي حصل عليها حملة المباخر في الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي والطرق الصحراوية وتقدر بالآف الملايين. كان يكفي ان تحصل علي قطعة ارض بالتقسيط المريح في الغردقة بسعر دولار واحد للمتر وتبيعها في نفس اليوم بخمسين دولارا للمتر دون ان تدفع شيئا.. خمسة ملايين دولار تدخل حسابك بتوقيع من وزير أو محافظ.. ومع توزيع الأراضي كان بيع مشروعات القطاع العام من المصانع والشركات.. تشتري مصنعا بمائة مليون جنيه وتبيع الأرض ثم المعدات وتسرح العمال وتحصل علي ارباح أضعاف ما دفعت وإذا ازدادوا كرما معك حصلت علي قرض من أحد البنوك. ومع الأراضي والمصانع كانت المناصب ولك ان تتصور مسئولا يبقي في موقعه عشرات السنين لا يتغير وتهبط عليه كل يوم الأرباح والأسفار والهدايا.. وإذا جاء بند الهدايا حدث ولا حرج فقد كانت بالملايين من اموال هذا الشعب في كل المناسبات اعياد الميلاد ورأس السنه والزواج والخطوبه والطلاق إذا تطلب الأمر.. كان المسئولون في الصحف القومية يتنافسون في تقديم الهدايا الثمينه إلي كبار المسئولين في الدولة وكان شيئا غريبا ان تقدم صحيفة سيارة فارهه أو ساعة ثمينه لمسئول كبير في الدولة.. وكان المسئولون في أجهزة الدوله يتبادلون فيما بينهم الرشاوي في صورة هدايا.. الوزراء للوزراء.. والمسئولون الصغار للمسئولين الكبار حتي وصلت إلي اكبر الرؤوس في الدولة.. وكما اعتاد المسئولون علي الهدايا في الداخل كانوا يطلبونها بأنفسهم في الخارج وقد اساء ذلك لسمعة مصر كثيرا. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة