في زيارة رسمية هي الأولي من نوعها حل ضيفا علي القاهرة الدكتور سورابونج توفيشالاكشسلكول وزير خارجية تايلاند لمصر واكبت قرب احتفال البلدين بمرور60 عاما علي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبانكوك. وفي حوار مع الأهرام قال وزير الخارجية التايلاندي إن بلاده تكن التقدير لمصر ولثقلها السياسي ودورها المحوري في قضايا الشرق الأوسط والمنطقة, ولريادتها الكبيرة في العالمين العربي والإسلامي مؤكدا تطلعها معها في مختلف المجالات. ماهو تقييمك للعلاقات المصرية التايلاندية الحالية ولاسيما بعد ثورة25 يناير؟ { لطالما كانت علاقات الصداقة والتعاون بين تايلاند ومصر قوية, وزيارتي لمصر تأتي بعد أحداث مهمة وقعت في كلا البلدين, فبالنسبة لتايلاند, كانت الانتخابات التي تم إجراؤها في عام2011 بمثابة شاهد علي التزام تايلاند بالديمقراطية, كما أنها منحت تفويضا دامغا للحكومة برئاسة رئيسة الوزراء ينجلاك شيناواترا. وبالنسبة لمصر, فإن فوز الرئيس محمد مرسي في الانتخابات يعكس الثقة التي منحها الشعب المصري له من أجل مصر جديدة وديمقراطية. ماهي توقعات تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة؟ { تتمتع كل من تايلاند ومصر بعلاقات متعددة الأوجه ذات مساع تهدف إلي التعاون المشترك, في مجالات عدة من أهمها السياسية والاقتصاد والدفاع والتعليم والسياحة والصحة والثقافة. ومع اقترابنا من الذكري الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين, فإن الوقت قد حان لتعميق تلك العلاقات في شتي المجالات. وتعتزم تايلاند استضافة الاجتماع الثالث للجنة المشتركة التايلاندية المصرية في عام2013, وهو ماسوف يتيح الفرصة للجانبين لمتابعة عدة قضايا معلقة وذلك من أجل تعزيز تعاوننا لمصالحنا المشتركة. لطالما كان الجانب الاقتصادي في العلاقات الثنائية أمرا في غاية الأهمية, ماهو تقييمك لهذا الجانب؟ { إن التجارة والاستثمار منطقتان مهمان يمكن فيهما تعزيز العلاقات الاقتصادية, فمصر تعد ثاني أهم شريك تجاري لتايلاند في افريفيا, حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين800 مليون دولار أمريكي في عام.2011 ومع تزايد النشاط التجاري في الاقليم الافريقي, أصبح لدي الجانبين الكثير من الفرص لتنمية المشروعات التجارية, فمن الممكن أن تكون مصر بوابة تايلاند لإفريقيا, بينما قد تستفيد مصر من تايلاند في كونها منفذا لها لتوزيع منتجاتها إلي سوق الآسيان الذي يبلغ تعداد سكانه600 مليون نسمة. وأؤمن حقا أن مصر من البلدان الجاذبة للاستثمارات وأن الحكومة سوف تشجع قطاعنا الخاص علي استكشاف فرص الاستثمار في مصر, لاسيما في مجال الصناعات السياحية والفندقية, والبناء والتشييد. تعرف تايلاند بإنجازاتها التكنولوجية في بعض المجالات, فكيف تستفيد مصر منها؟ { لقد تعاونت تايلاند ومصر في مجال التعاون التقني والتنموي منذ وقت طويل ولاسيما في مجال مصايد الأسماك. ولقد عملنا معا في مجال تنمية المصايد السمكية في بحيرة ناصر منذ عام2007, وفي إنشاء شعاب اصطناعية في جنوب البحر الأحمر منذ عام.2009 وبالاضافة إلي مصايد الأسماك, فإنه بإمكاننا أيضا تعزيز تعاوننا الفني في مجال الإدارة السياحية والصحة العامة. وسوف يساعد اتفاق التعاون الفني والتنموي بين تايلاند ومصر الذي تم توقيعه في أثناء زيارتي علي تسهيل المزيد من التعاون الفني بين البلدين. وماذا عن التعاون الثقافي والتعليمي بين مصر وتايلاند؟ { يمثل التعاون الثقافي والتعليمي مكونا رئيسيا في العلاقات الثنائية علي المستوي الشعبي, ومع مايزيد علي ألفي طالب تايلاندي مسلم يدرسون في مصر, فإنه من الواضح أن مصر من أكثر البلدان شهرة بالنسبة للطلاب التايلانديين المسلمين الذين يسعون إلي الدراسة الأكاديمية الممتازة. ويعد ذلك إلي حد ما نتيجة الدعم القوي الذي تقدمه مصر بما في ذلك المنح الدراسية السنوية للطلاب التايلانديين لرد هذا الجميل بتقديم مليون دولار لجامعة الأزهر لبناء سكن للطلاب التايلانديين في مصر. كما تتمني تايلاند تشجيع التبادل الديني علي أمل أن يؤدي الحوار المتزايد إلي تقوية أواصر الصداقة بين الشعبين وتعزيز الفهم الأفضل. كيف تري تايلاند الدور الذي تؤديه مصر في الشرق الأوسط؟ { تواصل تايلاند إدراكها للدور الرائد الذي تؤديه مصر في العالم الإسلامي. وبالنطر إلي الوضع في سوريا, فإن مصر قد أظهرت قيادتها في إدانة الأحداث التي تتم مهاجمة المدنيين فيها عمدا واستمرت في استعمال نفوذها الاقليمي للعمل كوسيط للسلام في الشرق الأوسط, كما كانت تفعل في الماضي. ونود أيضا أن نشيد بمبادرة الرئيس مرسي في تأسيس مجموعة اتصال في سوريا وإشراك كل الأطراف المعنية في المنطقة في حل الأزمة علي نحو سلمي.