الطفل أيمن منير كامل الذي اختار البابا شنودة الثالث في القرعة الهيكلية يوم31 أكتوبر1971 كان حديث الجميع في ذلك الحين, وظل اسمه لصيقا بقداسة البابا شنودة في كل محطات حياته. اسمه بالكامل أيمن منير كامل مواليد1965 أي أن عمره كان وقت سحب القرعة الهيكلية للبابا شنودة6 سنوات وشهر و27 يوما ولذلك جاء قرار الكنيسة أن يكون عمر الطفل الذي سيسحب قرعة البابا ال118 اليوم من(5 8 سنوات). يقول أيمن ان طريقه للمشاركة في القرعة الهيكلية جاء من خلفية أن أسرته مرتبطة بالكنيسة فأمه والدها هو القمص ميخائيل شحاتة كاهن كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحة بالإسكندرية, ووالده كان يعمل في منصب مرموق بعالم الاقتصاد, ولم يكن في بال والده ووالدته وشقيقته التوأم ان يكون سحب القرعة الهيكلية للبابا ال117 من نصيب أيمن, وكانت البداية بوصول خطاب من جده القمص ميخائيل شحاتة لوالدته يقول لها فيه إنه يتوقع أن يكون البطريرك القادم من بين الفائزين في الانتخابات هو الأنبا شنودة وأن( أيمن) ابنها هو الذي سيكون طفل القرعة الهيكلية ونصحها بالذهاب إلي مقابلة القائم مقام في ذلك الوقت الأنبا أنطونيوس. ويواصل أيمن حديثه قائلا: يوم إجراء القرعة الهيكلية ذهبنا في الصباح الباكر نحو الساعة السادسة والنصف صباحا ولكن وجدنا باب الكنيسة التي سيجري في داخلها الاحتفال مغلقا وانه تم الاكتفاء بالأعداد الموجودة بالداخل فقال لنا والدنا هذه مشيئة الله, وانتظرنا في الخارج لأن الكنيسة اكتفت بالأعداد الموجودة في الداخل وعندما اكتشف القائم مقام أن جميع الأطفال الموجودين داخل الكنيسة أكبر من السن المناسبة وهو ما يتنافي مع شروط القرعة طلب من عدد من الشمامسة البحث خارج قاعة الكنيسة عن أطفال أصغر عمرا فكنت انا و9 أطفال آخرين من الذين جاءوا من ساحة الكاتدرائية إلي داخل الكنيسة, وأجريت المراسم الطقوسية وتمت صلاة القداس الإلهي: بعدها دعا القائم مقام البطريرك الأطفال المقرر اختيار واحد منهم لسحب القرعة, ووقفنا صفا واحدا, ثم احضر القائم مقام ساترا أبيض يشبه( الملاءة) وغطي بها أجسادنا بحيث لا يستطيع أحد أن يميز أي من الموجودين خلف الساتر الابيض وبعد ذلك بدأ يتلو صلاة طقوسية معروفة لاختيار طفل القرعة وهو يمر بيده فوق رءوس الأطفال الموجودين داخل الساتر, والجميع ينتظر متي تنتهي الصلاة ويد القائم مقام ستكون وقتها فوق رأس أي من الأطفال العشرة, وبالفعل انتهت الصلاة وكانت المفاجأة أن يد القائم مقام مستقرة علي رأسي, وأحضروا قطعة قماش ستان لونها داكن جدا وعصبوا وجهي بالكامل وليس عيناي فقط حتي لا أري أي شيء تماما, وحملوني لسحب الورقة التي تحمل اسم البابا الجديد من بين ثلاثة أسماء الأنبا صموئيل والأنبا شنودة والأنبا تيمثاؤس. ويسجل( أيمن) مشاعره عند هذه اللحظة قائلا كنت أشعر بخوف شديد لأنني شعرت أنني بمفردي بعيدا عن والدي وكانت هناك غلظة في ربط العصبة علي عيني ووجهي, وحملني شماس عرفت فيما بعد انه د. يوسف منصور, إلي موضع وجود الصندوق الذي يحمل الأسماء الثلاثة, وسحبت الورقة التي تحمل اسم البابا شنودة. وبعد سحب القرعة ذهبنا للدير( دير السريان بوادي النطرون) في نفس اليوم والتقينا البابا شنودة واستقبلني بحفاوة كبيرة ومن وقتها أخذت أتردد عليه بصفة دورية وأطلق علي البابا شنودة اسم أيمن شنودة الثالث. ووجه أيمن نصيحة للطفل الذي سيسحب اسم البابا ال118 بأن يهتم كثيرا بكل ما يفعله لأنه سيكون قدوة للآخرين علي مستوي أسرته وعلي مستوي المجتمع بأسره.