بحلول العاشرة من مساء الثلاثاء23 اكتوبر2012 قامت ثماني طائرات إسرائيلية بالاقلاع من جنوب إسرائيل في طريقها الي السودان لتدمير مصنع أسلحة وذخائر في اليرموك يتم تهريبها الي غزة عبر سيناء وبعدها بنحو اسبوع وتحديدا في حوالي الساعة الخامسة من فجر الاثنين الموافق29 اكتوبر2012 قامت طائرتان مقاتلتان باختراق حاجز الصوت فوق القاهرة والاسكندرية ودمياط وبني سويف فأحدثتا فرقعة هائلة تسببت في كسر زجاج نوافذ بعض المباني, وقد ناشدني العديد من العاملين بمؤسسة اعلامية كبري بالاجابة وبصراحة وشفافية: هل الفرقعات التي سمعوها يوم الاثنين كانت من جراء اختراق طائرات اسرائيلية للمجال الجوي المصري؟! وبأقصي درجات المصداقية جاءت إجابتي كالآتي: أولا: يجب التأكد تماما ان الطائرات الاسرائيلية التي هاجمت السودان اتخذت مسارا للوصول الي البحرالاحمر بعيدا كليا عن الحدود المصرية وكانت الرادارات المصرية احد الاسباب التي اجبرت الطائرات الإسرائيلية علي عدم استخدام اللاسلكي طوال طريق رحلتها للسودان. ثانيا: أجاب المتحدث العسكري المصري بأن دوي الاصوات كان لاختبار كفاءة وسائل انذار الدفاع الجوي عن مصر في يوم اجازة عيد قد يغري البعض باختبار مدي جاهزية قوات دفاعنا الجوي فكانت هذه التجربة المفاجئة وغير المخططة وهي أحد اساليب اختبار كفاءة درجة الاستعداد للوحدات العسكرية في وقت السلم. ثالثا: أفاضت بعض صحفنا والعديد من شبابنا علي الفيس بوك في تحليل ماحدث بانه اختراق جوي إسرائيلي ليس لمصر فحسب بل للسعودية ولبنان ايضا, وفي هذا السياق لعل القصة التاريخية التالية تلقي بعض الضوء علي هذه القضية الخطيرة. منذ77 عاما وتحديدا في10 مارس عام1935 اختطف عملاء الخدمة السرية بالجيش الالماني رجلا يعمل محررا باحدي الصحف يدعي برثولد جاكوب من سويسرا كان قد اصدر كتابا خطيرا شرح فيه كل تنظيمات الجيش الالماني الذي كان وقتها في مراحله الاولي لاعادة التسليح وعندما عرض الكتاب علي هتلر استشاط غضبا واستدعي الكولونيل فالتر نيكولاي مستشاره لشئون المخابرات وسأله كيف استطاع رجل واحد ان يحصل علي هذه المعلومات عن الجيش الالماني ومن ثم قرر نيكولاي ان يجد الجواب علي هذا السؤال من جاكوب نفسه فتم اختطافه واقتياده الي رئاسة الجستابو الالمانية حيث فاجأه نيكولاي بسؤله والآن هل لنا ان نعرف من اين حصلت علي هذه المعلومات الخطيرة في كتابك المدهش؟! وهنا جاء شرح لذلك الذي كان يبدو انه عرض لعمل مخابراتي رائع فقد قال جاكوب ان كل شئ في كتابي اخذته من الانباء التي كانت تنشرها الصحف الالمانية سواء في اخبار النعي او الاجتماعيات, فعندما اوضحت ان الجنرال مارس كان قائدا للفرقة17 المعسكرة في نورمبرج حصلت علي هذه المعلومات من اعلان وفاة في احدي صحف نورمبرج وقد جاء نبأ الوفاة ان الجنرال مارس الذي كان قد وصل توا الي نورمبرج قائدا للفرقة17 قد حضر الجنازة, واستطرد جاكوب كما وجدت خبرا في صفحة الاجتماعيات في احدي الصحف عن حادث سعيد هو زفاف ابنة الكولونيل فيرو قائد اللواء36 التابع للفرقة25 الي الرائد ستمرمان ضابط اشارة الفرقة, وان الجنرال شالار قائد الفرقة قد حضر حفل الزفاف قادما من شتوتجارت حيث توجد رئاسة فرقته. ابلغ نيكولاي هذه النتائج الي هتلر وقال له ان جاكوب لا جريرة له ياسيدي الرئيس, ان الخطأ هو خطأ صحافتنا اليومية فأمر هتلر بفرض حظر علي نشر اي معلومات عسكرية بالصحف مستقبلا. انتهت القصة.. وآمل ان تكون رسالتي قد وصلت.. واناشدكم ان مصر قد استنزفت بما فيه الكفاية والذين استنزفوها هم اهلها وبنوها فنحن نعيش منذ نحو العامين في سلسلة متصلة من الاكاذيب والادعاءات المغرضة التي تستنزف قوي الدولة والافراد في دحضها ونفيها, وعلي قدر علمي فان دستور الثورة سوف يتضمن عدم جواز الحبس في قضايا النشر وارجو ان تضاف فقرة بحظر نشر المعلومات العسكرية حفاظا علي أمن مصر القومي وامانها. لواء إبراهيم شكيب