أحجمت مئات المزارع الداجنة لأول مرة عن الإنتاج في الشتاء المقبل, خوفا من النقص الحاد في السولار والغاز والأعلاف وارتفاع أسعارها, إلي جانب استمرار الانفلات الأمني وحوادث سرقة سيارات الدواجن. والتي تتحرك ليلا علي الطرق السريعة, بخلاف انتشار الأمراص التنفسية الداجنة كالإنفلونزا والنيوكاسل والI,B وغيرهما. وقد قامت مئات المزارع المنتجة للكتاكيت عمر يوم بإعدام ملايين الكتاكيت لانخفاض أسعارها وبيعها بأقل من تكلفتها وذلك بهدف الحفاظ بقدر الإمكان علي سعر الكتاكيت المتداولة في السوق المحلية, بينما توقع خبراء صناعة الدواجن ارتفاع خسائر الصناعة إلي نحو4 مليارات جنيه خلال الشتاء القادم وانخفاض الإنتاج إلي أقل من1.25 مليون دجاجة يوميا بدلا من مليوني دجاجة. كشف عن ذلك ورشة العمل التي أقيمت تحت رعاية الدكتور صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وأدارها الدكتور مجدي السيد أستاذ الأمراض الوبائية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة حول التحديات التي تواجه صناعة الدواجن في الشتاء القادم. وأرجح خبراء صناعة الدواجن تلك النظرة شديدة التشاؤم إلي إصرار الحكومة علي استمرار إستيراد الدواجن المجمدة من الخارج وخفض الجمارك إلي30% بدلا من80% كما كان سابقا. وفي المقابل اتهم الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية قطاع الدواجن بالعشوائية الكاملة, مشددا علي أن نسبة المزارع المسجلة في مصر لاتتجاوز30%, بينما70% من المزارع لاتعرف عنها الحكومة شيئا أو حتي اتحاد منتجي الدواجن, مما يصعب معه مساعدتها وتأمين احتياجاتها, داعيا المربين إلي ضرورة تسجيل مزارعهم سواء في الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أو مديريات الزراعة لوضع أول قاعدة بيانات حقيقية للإنتاج الداجني في مصر. من جانبه أرجع الدكتور محمد حنفي المدير الفني لمعمل الرقابة علي الانتاج الداجني السبب الرئيسي وراء الانهيار الحالي لصناعة الدواجن إلي المربين أنفسهم لأنهم من الهواة وليسوا من المحترفين. وقال دكتور خالد منصور رئيس قطاع الانتاج الحيواني إن تسعيرة الدواجن التي تباع في المزرعة لاتتجاوز10 جنيهات للكيلو, وبرغم ذلك تصل للمستهلك بما لايقل عن22 أو24 جنيها وللأسف لايستفيد من هذه الفجوة السعرية سوي وسطاء صناعة الدواجن وليس المنتج الحقيقي.