وسط أجواء عاصفة وغضب عارم يعقد حزب الليكود الإسرائيلي مؤتمرا عاما اليوم الأثنين للتصويت علي القرار المفاجيء لرئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو بعقد تحالف انتخابي مع حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف برئاسة وزير الخارجية المتهم بالفساد افيجدور ليبرمان. وفي تقارير موسعة تناولت الصحف العبرية أمس مسألة تحالف حزبي الليكود واسرائيل بيتنا من اجل خوض الانتخابات في قائمة موحدة مشيرة إلي أنها سببت شرخا عميقا داخل صفوف الليكود الذي كان حتي قبيل إعلان التحالف يحاول الترويج لنفسه علي أنه حزب وسط معتدل وليس حزب يمين متطرفا مثل إسرائيل بيتنا والذي يواجه رئيسه ليبرمان اتهامات بالفساد ايضا قد تطيح به من الحلبة السياسية وتدمر حزبه. واوضحت الصحف الرئيسية وهي يديعوت أحرونوت وهاآرتس ومعاريف ان هناك حالة غضب وغليان في اوساط حزب الليكود حيث يري الكثير من قادته ان هذا الائتلاف لا يصب في مصلحة حزبهم ويصب فقط في مصلحة افيجدور ليبرمان. وقالت صحيفة هاآرتس إنه بينما توجد معارضة شديدة داخل الليكود للتحالف بين قائمتي الليكود وإسرائيل بيتنا فإن ن يتانياهو وليبرمان يجاهدان لمنع إسقاط أتفاقهما بتوحيد القائمتين في الانتخابات القادمة للكنيست. ونقلت الصحيفة عن الوزير ميخائيل إيتان مطالبته بأن تكون عملية التصويت داخل حزب الليكود علي الائتلاف مع اسرائيل بيتنا سرية لزيادة فرص إلغاء هذه الخطوة حيث يعتقد ان الغالبية المطلقة داخل حزبه لا تريد هذا الائتلاف. كما كتبت الصحيفة تحليلا تحت عنوان' البيت يحترق' حيث يقول الصحافي يوسي فرتير وهو صحفي من كتاب هاآرتس:' عندما يتلقي بنيامين نيتانياهو وزراء الليكود في جلستهم الأسبوعية فسيري أمامه مجموعة من الأشخاص وهم قلقون ويشككون في تقديره. ونقل فريتر عن أحد وزراء نيتانياهو قوله: البيت يحترق... فهناك رائحة المتفجرات في الجو. إذ أن العديد من الناخبين المخلصين الذين كانوا معنا دائما قالوا لنا: لهذا الشيء لن ننوي التصويت'. اي لأن هناك تحالفا مع افيجدور ليبرمان. من جهتها وصفت يديعوت احرنوت مايحدث في الليكود بالعاصمة مشيرة الي ان هناك زلزالا سياسي في اليمين, وقالت الصحيفة موضحة وجود تعبئة عامة في الليكود خصوصا من قبل جناح نيتانياهو تمهيدا للتصويت غدا في مؤتمر الحزب علي الاتفاق مع ليبرمان. واوضحت الصحيفة ان رئيس الوزراء يدعو النشطاء الميدانيين تعالوا للتصويت ولكن بعض النشطاء غاضبون وقالوا للصحيفة: التحالف بين القائمتين جيد لنيتانياهو وليس للحزب. لم نر الاتفاق كيف نعلم عما نصوت؟' حالة إرباك أيضا لدي وزراء الليكود: يلتزمون جانب الصوت أو يؤيدون الاتفاق في الظاهر, ولكن نصفهم علي الأقل يبدون معارضتهم للخطوة في الأحاديث المغلقة. كما كتبت الصحيفة تحليلا موسعا علي صدر صفحتها الاولي تحت عنوان موحدون؟. وتشير الصحيفة في هذا التحليل إلي الفوارق الكبيرة في مواقف الليكود وليبرمان موضحة أن الحزبين لم يوافقا علي شيء تقريبا خلال السنوات القليلة الماضية. ومن القضايا التي اختلف عليها الحزبان الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث راي ليبرمان انه ليس شريكا فيما رأي نيتانياهو ضرورة التعامل معه في الملف السياسي كما اختلف الرجلان علي مسالة تحويل عائدات الضرائب ورفض ليبرمان تحويلها لكن نيتانياهو حولها وشدد علي ضرورة منع انهيار السلطة. وحول حماس شدد ليبرمان مرارا وتكرارا علي ضرورة انهاء حكم حماس من خلال عملية عسكرية واسعة الا ان نيتانياهو رفض ذلك اعتمادا علي خبرته العسكرية وفضل التعامل معها بهدوء والتوصل لتهدئة عبر وسطاء. واختلف الاثنان مؤخرا حول المفاوضات مع سوريا وفق ما اعلن حيث يؤيد نيتانياهو فكرة التفاوض مع السوريين فيما يرفضها ليبرمان. وعلي الصعيد الداخلي رات يديعوت وجود خلافات كبيرة في مسألة العلاقة بين العلمانيين والمتدينين خصوصا حول مسالة التجنيد الاجباري للمتدينيين اليهود. وهناك خلافات علي موضوع المخصصات المالية للاحزاب والمتدينيين اليهود وحجم الاموال التي تضخ لهم. وهناك خلافات حول الموقف من الجمعيات الحقوقية اليسارية حيث يريد ليبرمان العمل علي اغلاقها وانهاء عملها لكن نيتانياهو رفض ويرفض ذلك. وهناك خلاف بين الطرفين حول مسألة الولاء للدولة بالنسبة للمواطنيين العرب, حيث يريد ليبرمان منهم ان يؤدوا قسم الولاء ومن يقوم بذلك فانه سيحصل علي حقوقه كاملة ومن لا يقوم بذلك فيجب التعامل معه بطريقة مختلفة لكن الليكود يري ضرورة احترام الاقلية العربية بدولة اسرائيل وفقا لجوبنسكي اسرائيل. اما صحيفة معاريف فكشفت أن وزراء في الليكود: يرون أن التحالف يؤدي إلي خفض عدد مقاعد الليكود. اما الوزير دان مريدور فانه بحسب معاريف يدرس احتمال اعتزال الحياة السياسية ردا علي قرار نيتانياهو التحالف مع ليبرمان وهو الامر الذي قد يقود الي انسحاب العديد من داعمي ومناصري الليكود.