أين دور المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في سياسة وزارة الأوقاف؟ تكرر هذا السؤال كثيرا في سياسة الوزارة الحالية والوزارات السابقة عليها.. ولكن دون مجيب!. السؤال له أسبابه.. فقد كان هذا المجلس من أهم مشروعات مصر الإسلامية في العالم كله.. في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وكل القارات الخمس! ولكن هل يسمع العالم اليوم عن هذا المجلس؟! إن الفضل يرجع إلي أصحابه في تنفيذ فكرة وهدف المجلس الأعلي.. وهو نشر الإسلام الصحيح.. السمح المعتدل, تصحيح الصورة, تأليف القلوب, توزيع الكتب الدينية التي تجيب عن كل أسئلة الغرب والشرق, إرسال الأئمة المجيدين للغات ولهجات هذه البلاد حتي تكون إجاباتهم مقنعة,...,... فصاحب فضل إنشاء المجلس هو الأستاذ توفيق عويضة الذي نشر اسم مصر وكلمتها عبر العالم كله منذ عشرات السنين بمؤازرة الرئيس جمال عبدالناصر يومها.. فهل حافظنا علي هذا المكان وهذه المكانة اليوم؟!. لو سئل الدكتور الوزير عن حال المجلس الآن.. لن تجد لديه إجابة سوي أن الظروف تغيرت, من العالم اليوم غيره بالأمس, وندرة الإمكانيات المادية أحد الأسباب الجوهرية لوأد المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وإلغاء دوره إفريقيا وآسياويا وأمريكيا,... ونسي المسئولون أو تناسوا أن عددا ليس بالقليل من رؤساء الدول بهذه القارات كانوا من الدارسين علي المنح التي يقدمها المجلس للدراسة بالأزهر الشريف بمصر وكذا العلماء والوزراء والنابغين بهذه الدول.. فقدر مصر وقدرها أن تقود الأمم الإسلامية وغير الإسلامية للسماحة والاعتدال وتقف ضد التطرف, وكان معظم هؤلاء الخريجين سندا لمصر في حروبها ضد الاحتلال وكانت مصر سببا في تحرر معظم هذه الدول أيضا ونيلهم الحرية. فهل تفطن الدولة من خلال المجلس الأعلي للشئون الإسلامية لاستعادة دورها الذي تناقص حتي تلاشي في معظم دول العالم, وتوفير الاعتمادات اللازمة ليعود كما بدأ منارة إشعاع, بدلا من دول عديدة حاولت كثيرا ولم تفلح في ملء الفراغ, بدلا من مشروعات كثيرة فاشلة لم ولن تحقق أي فائدة للإسلام والمسلمين, بل لمصر كلها داخليا, خارجيا؟! ربما!. المزيد من أعمدة سعيد حلوي