متابعة: أشرف الحديدي وهشام عبد العزيز أثار البلاغ الذي تقدم به وزير الطيران المدني للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود للتحقيق في واقعة إهدار المال العام بأكاديمية الطيران المدني التابعة للوزارة, العديد من التساؤلات خاصة أن البلاغ كشف عن تفاصيل خطيرة. حيث تبين للجنة الجرد التي شكلها الوزير فور توليه المسئولية أن إدارة الأكاديمية قامت بالتعاقد وشراء4 طائرات منذ3 سنوات من طراز سيسنا موستانج510 لاستخدامها في تدريب طلاب الأكاديمية, إلا أنه تبين بعد ذلك أن الطائرات بمحركين بخلاف طائرات التدريب التي يتم تزويدها بمحرك واحد فقط, بالإضافة لفخامة تجهيزها من الداخل بما يلائم استخدام رجال الأعمال وليس طلاب يتدربون. وأكد البلاغ أنه تبين للجنة أيضا أن الطائرات الأربع لم تستخدم منذ شرائها بالإضافة لوجود مخالفات أخري في صيانة الطائرات حيث تبين قيام الأكاديمية بإجراء عمرة لعدد من المحركات بفرنسا بمبالغ مالية طائلة علي الرغم من عدم استخدام الطائرات. وأشار وزير الطيران المدني إلي أنه فور علمه من لجنة الجرد بالمخالفات قرر تحرير محضر بالواقعة وتقديم بلاغ للنائب العام مع تقديم ملف كامل بالمستندات للتحقيق في الواقعة, وتوجه المستشار القانوني إلي مكتب النائب العام وتقدم بالبلاغ.. لكن ما هي قصة هذه الطائرات الأربع؟ التقت الأهرام بوزير الطيران المدني سمير إمبابي الذي أكد بداية علي اهتمامه بكل الشكاوي الخاصة بإهدار المال العال وهو ما فعله بإحالة البلاغ الخاص بالطائرات الأربع إلي النائب العام وهذا لا يعني الإدانة دون دليل فالأمر الآن في يد القضاء مشيرا الي بعض العاملين والمتخصصين من معلمين بأكاديمية الطيران قد تقدموا بشكاوي تفيد بإهدار المال العام في صفقة شراء طائرات لا تصلح للتدريب وبتكلفة باهظة تصل الي120 مليون جنيه لاستخدامها للتدريب رغم أنها مجهزة بتجهيزات فخمة بما يلائم رحلات رجال الأعمال. وأضاف بأنه وفقا لهذه الشكاوي التي تفيد بإهدار المال العام تم التقدم بالبلاغ للنائب العام حيث تؤكد الشكاوي أن الطائرات لم تستخدم علي مدي ثلاث سنوات كاملة في التدريب وبلغت تكلفتها120 مليون جنيه مابين سعر الطائرات وقطع الغيار ورسوم مواقف الانتظار والتأمين والصيانة ولم تستخدم مطلقا بخلاف إجراء عمرة لعدد من المحركات رغم عدم استخدامها كل ذلك جعلني اتقدم بالبلاغ وقال إنه يتعامل بشفافية مطلقة منذ توليه المسئولية.. ومن هنا فإنه لا يدين احدا او يبرأه دون دليل. وفي سؤال حول اذا ما تم التحقيق من تلك الشكاوي قبل التقدم بالبلاغ!! قال إن هناك مستندات وأدله من جانب مقدمي الشكوي وذلك ما ستفحصه النيابة بخلاف أراء المتخصصين في التدريب بأن تلك النوعية من الطائرات لاتصلح للتدريب وتم تجهيزها بفخامة والأهم انه علي مدي ثلاث سنوات كاملة لم تستخدم الطائرات وهو مايعني اموالا مهدرة والأغرب اجراء عمرة للمحركات.. وعلي الجانب الآخر أكدت بعض القيادات السابقة بالطيران المدني أن البلاغ يشير إلي أن طائرات التدريب يجب ان تكون بمحرك واحد رغم أن معهد الطيران منذ بدايته يستخدم طائرات تدريب بمحركين بخلاف انه يوجد في عالم الطيران او التدريب طائرات مخصصة للتدريب فقط, لكني يمكن استخدامها في أنشطة تجارية أخري, وأضاف خبراء الطيران المدني أن التعاقد علي صفقة الطائرات نتاج توقيع الاكاديمية علي بروتوكول تعاون مع الايكاو يقضي بتطوير برامج التدريب وتحديث الاسطول لعمل منظومة متكاملة لتصبح الاكاديمية مركز تدريب اقليمي معتمد وذلك بالطبع يعني تحديث نوعية طرازات الطائرات مما أدي لعمل ممارسة عامة لشراء طائرات متقدمة سواء للتدريب كما تصلح لأغراض اخري تجارية وأشرف علي التعاقد لجان متعددة من مجلس الدولة ووزارة المالية والمعنيين أي إنه تم اتباع كل الإجراءات الرسمية وعن تجهيز الطائرات الاربع بكماليات وفخامة لتصلح لرجال الاعمال رغم أن دور الاكاديمية تعليمي وليس استثماري؟! أوضح المسئولون السابقون ان ذلك اتهاما باطلا فالطائرات لم يضاف اليها أي كماليات وتم شراؤها بنفس التجهيزات وتسع لأربع ركاب بخلاف المدرب والطالب المتدرب وبخصوص الناحية التجارية فبالفعل كان الهدف تحقيق الربحية باستثمارها تجاريا لتغطية سعر الطائرات في فترة وجيزة خاصة ان هذه الطائرات ذات المحركين تستخدم في المرحلة الثانية من التدريب اما المرحلة الاولي للتدريب فتستخدم طائرات ذات محرك واحد وبالفعل تم تأجير طائرتين منهما لشركة سمارت لرحلة واحدة وكان من الممكن الاستمرار في ذلك لولا الاحداث التي اعقبت الثورة وأثرت علي الحركة. وحول عدم استخدام الطائرات في التدريب لمدة ثلاث سنوات مما يمثل اهدارا للمال العام قال المسئولون إنه تم التعاقد علي الطائرات عام2008 ووصلت اول طائرة في2009 ووصلت باقي الصفقة في2010 وفي تلك الفترة تم تأهيل المدربين الذين سيقومون بالتدريب علي هذه الطائرات وفي الوقت نفسه ارسلنا لسلطة الطيران المدني للحصول علي الموافقات اللازمة ولكن كان لها بعض الملاحظات التي أجلت التدريب ثم قامت الثورة وتغيرت القيادات.. وكنا نأمل أن يبدأ الطلاب التدريب علي الطائرات الجديدة بعد أن استهلكت طائرات البيتش كرافت وتقدر قيمة الطائرة الواحدة من طراز سيسنا موستانج510 بنحو2.7 مليون دولار إلي جانب400 الف دولار قطع غيار للطائرات.