هل هناك قواعد ثابتة يمكن علي أساسها قياس أي عمل فني؟ فنقول مثلا في ثقة واطمئنان ونحن نتأمل لوحة فنية: هذا عمل بديع.. هذه لوحة رائعة!. هل بإمكاننا أن نضع قوانين واضحة نحدد معها معيارا أو مقياسا للجمال لانحيد عنه؟ هل يمكننا أن نفعل ذلك حقا؟ هذا السؤال الحائر كثيرا ما تناولته الفلسفة المعاصرة في تحليلاتها وأبحاثها وكتبها عبر سنوات وسنوات, بداية بالفيلسوف( كانط) ووصولا إلي( دريدا). ويسعي فلاسفة الفن بوجه عام إلي وضع معايير تسمح بالتمييز بين مايعد عملا فنيا وماليس كذلك. لكن الفن من خصائصه التمرد المستمر علي هذه القواعد, حتي إن الفيلسوف هايدجر يري أن العمل الفني ذا الأهمية التاريخية هو مايبعث علي الدهشة.. ومايحدث شعورا بالجمال غير متوقع.. أي خارج عن القوانين. في هذا الكتاب الذي بين أيدينا( الفن يخرج عن طوره) تتابع المؤلفة رحلة الفلسفة المعاصرة في البحث عن مفهوم( الرائع) الذي جعله( كانط) شعورا يمزج بين( الجمال) و(الجلال), مثل الشعور الذي يراودنا ونحن أمام الصحاري الواسعة, أو غروب الشمس في المحيط, أو أمام أهرام مصر. وتبين المؤلفة هنا أن هذه المقولة أي( الرائع) تخرج عن إطار الفن لترتبط بالحداثة بكل أبعادها علي نحو نجده عند الفيلسوف نيتشة وأدورفو ودريدا لترتبط بالوجود والمعرفة والسياسة والتكنولوجيا وكل مفردات وخصائص حياتنا. ويرصد الكتاب كذلك في طيات صفحاته زحف المفاهيم الجمالية وخروجها عن الإطار الفني لتغزو مناطق أخري معرفية ووجودية وحياتية.. وتعتبر هذه واحدة من أهم سمات الحداثة. الكتاب من تأليف الكاتبة التونسية أم الزين بنشيخة المسكيني صادر عن دار نشر جداول