تفجرت الوقفات الاحتجاجية للشباب المغربي مؤخرا امام سفارة اسبانيا وقنصلياتها في الرباط والدار البيضاء وغيرها من المدن المغربيه, مطالبين بتحرير سبتة ومليلة والجزر الجعفرية من أيدي الاستعمار الاسباني الذي يحتلها منذ5 قرون تقريبا, بل أن بعض الشباب تمنكوا من تشكيل تجمعات شعبية ولجان وطنيه تحت شعار( سبته ومليله حق يأبي النسيان), بعضهم مثل محمد يويو ومحمد الطالب تمكنوا بالفعل من اقتحام الجزر الجعفريه ورفع علم المغرب علي اسوارها في أكتوبر الماضي. وجاء ذلك انعكاسا لموجة الثورات العربية التي اجتاحت شباب العرب في الفترة الاخيرة, ومع اولي بشائر الاحتجاجات الشعبي في تونس ومصر واليمن والمغرب نفسها قبل عامين, قرر الملك محمد الخامس الأستجابة لمطالب مواطنيه فأمر بتعديل الدستور واعتبر المراقبون السياسيون ذلك ضربة استباقية من الملك الشاب الذي قاد ثورة دستورية داخل جدران أقدم الممالك العربيه. ورغم أن قضايا مثل حقوق الصيد وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية هي قضايا تخضع للمفاوضات بين الجانبين المغربي والاسباني, الا أن اسبانيا لا تقبل أبدا فتح الحوار بشان سبته ومليلة يدعمها في ذلك الاتحاد الاوربي, رغم محاولات الرباط الدائمه بحجة أن الجزر تتمتع بالحكم الذاتي ولها ممثلون في البرلمان الاسباني. ومع ذلك فقد توصلت اسبانيا إلي اتفاق مع بريطانيا يقضي بتقاسم السياده علي صخره جبل طارق التي كانت تحتلها بريطانيا, وهو ما يثير الغضب في صفوف المغاربهالذين يطالبون بالمعاملة بالمثل. الأجيال العربية الشابة التي خرجت عن الطوق في المغرب تواصل مسيرة طرح القضية, وتدرك جيدا أن اسبانيا لن تسلم بسهولة بعروبة الجزر التاريخية. فهي الجزر التي عبر منها طارق بن زياد لفتح الاندلس.ويدركون جيدا ما يحمله ذلك من دلالات تاريخية عميقة في الضمير الاوروبي, ولكن هؤلاء الشباب يؤمنون أيضا أن عجلة التاربخ تدور وأن القضية لن تموت وإن لم يكن اليوم فغدا لأنها ستبقي في ضميرهم. في أقصي شمال المغرب علي الساحل تقع مدينه سبته التي تبلغ مساحتها19 ألف كيلومتر في مواجهة شبه جزيره جبل طارق ويبلغ عدد سكانها74 ألف نسمه, وكانت إحدي أهم مراكز الحركه العلميه العربيه فمن أبنائها القاضي عياض الذي قال المؤرخون عن ه أنه لولا عياض لما ذكر المغرب, كذلك الشريف الإدريسي السبتي عالم الجغرافيا الذي رسم أول خريطه للعالم. أما مليله فتقع علي الساحل الشمالي الشرقي للمغرب وهي احد أهم المراكز الاستراتيجيه التي شهدت عبور الفينيقين والقرطاجيين والرومان في رحلاتهم البحريه, وتديرها أيضا اسبانيا منذ العام.1497 وبالاضافه للجزيرتين الكبيرتين هناك عده جزر اخري سليبه اشهرها الجزر الجعفريه. وقد لعبت سبته دورا مهما في التاريخ العربي وكانت إحدي أهم المدن التي انطلق منها المسلمون الي الاندلس وعندما فتح المسلمون بلاد المغرب تحولت سبته الي قاعده حربيه للجيوش العربيه, وحينما دب الخلاف بين أمراء المسلمين في الأندلس في القرن15 انتهز زعماء اسبانيا والبرتغال الفرصه للقضاء علي الوجود العربي فيما سمي بحروب الاسترداد فسقطت غرناطة آخر القلاع العربية وتقدمت الجيوش الاوربيه نحو سبته واحتلتها الجيوش البرتغاليه عام1415, في حين سقطت مليله في أيدي الاسبان بعد مقاومه عنيفة في عام.1479 ومنذ بدايه التسعينات من القرن الماضي أصبحت نقطه الحدود المسماه باب سبته مع المغرب هي الحد الجغرافي للاتحاد الأوروبي وعلقت عليه لوحه مكتوب عليها أهلا بكم في الاتحاد الاوروبي. و مازال الاسبان يطلقون علي المغاربه المقيمين في المدينتين( المورو) وهي كلمه مأخوذة من لفظ الموريسك أي بقايا العرب..