صاروخ سينمائي شاب صاعد باتجاه القمة منذ أن أطلقها المخرج المتميز والرائع يوسف شاهين في فيلم' اسكندرية نيويورك'جميلة ومثقفة بحكم دراستها للعلوم السياسية. وعلي الرغم من أنها لم تدرس في أكاديمية فنية إلا أنهاأشبعت هوايتها للتمثيل علي مسرح الجامعة الأميركية. تمشي بخطي واثقة رغم أنها تبدو بطيئة فهي تختار أدوارها بعناية فائقة, ليس في السينما وحدها بل في الدراما التليفزيونية أيضا وذلك يبدو في أنها أمتعت المشاهدين بأدائها الذي يبدو سهلا ممتنعا عبر مسلسلي' خطوط حمراء' و'فيرتيجو, في رمضان الماضي. إنها الفنانة الشابة' يسرا اللوزي' صاحبة الأداء الرومانسي الهادئ والتي تعلمت في مدرسة يوسف شاهين كيف يكون التنوع في الشخصيات التي تؤديها,وكيف يؤهلها ذلك لأن تكون مشروع فنانة شاملة, فهي إلي جانب التمثيل تجيد العزف علي البيانو وترقص الباليه, ومن هنا كان طبيعيا جدا أن نري فيها البنت الارستقراطية- كما ينبغي أن تكون- في فيلمي' قبلات مسروقة'و'بالألوان الطبيعية', وفي سياق التنوع أيضا يأتي دورها البارز في فيلم' ساعة ونص' الذي يعرض حاليا حينما جسدت ملامح الفتاة الصعيدية البسيطة المحجبة بطواعية ونعومة علي خشونة الحياة التي تعيش من عادات وتقاليد تجافي رقة الأنثي في صعيد مصر المشحون بالغضب. وحول قصة اختيارها للدور تقول يسرا: لقد وافقت علي الفور ودون أدني تفكير نظرا لجودة النص المكتوب, ناهيك عن المباراة الساخنة في الأداء الجماعي مع كوكبة من النجوم المتميزين الذين شاركوا في بطولة هذا الفيلم, فضلا عن أنني أعشق المجازفة والاختيارات الصعبة في أدواري, فعندما قرأت السيناريو أعجبتني الشخصية ووافقت عليها علي الفور دون تردد, والمفارقات المذهلة أنني قرأت السيناريو في ساعة ونصف بالتمام والكمال- أي نفس المساحة الزمنية علي الشاشة- دون أن أتحرك من مكاني أو حتي أشرب كوب ماء, وقمت بالتجهيز من تلك اللحظة للشخصية بكل خلفياتها وتركيبتها النفسية والاجتماعية, وتدربت كثيراعلي اللهجة الصعيدية في محاولة لإتقانها بما يليق والسيناريو الذي يحمل في طياته جوانب انسانية ودرامية مشحونة بالغضب. ولأنه من الصعب أن تبكي بحكم التقاليد الصارمة, ورغم تحذير' فتحي عبد الوهاب'- زوجها في الفيلم خلال التصوير- من قوة يده وهو يصفعها علي وجهها بحسب السيناريو الذي كتبه أحمد عبد الله, إلا أنها طلبت منه أن يكون واقعيا في تصوير المشهد وأصرت علي أن يضربها بقوة حتي أن الصفعة بالفعل كانت قوية جدا, لدرجة أنها أصيبت علي أثرها بصداع لمدة يومين, لكنها آثرت الاندماج في المشهد لأنه الذي يوصلها إلي حد البكاء المر الذي يعكس جلافة زوج لايعرف ترويض الأنثي حتي ولو كانت زوجته. علي جانب آخر قالت يسرا إنها لا ترفض أن تؤدي الفوازير فهي تحلم بعودة فن الاستعراض كما كانت تؤديه الفنانة الرائعة شيريهان, ولهذا ترحب بالفوازير إذا ما عرضت عليها, ولكن بشرط أن يكون الإنتاج علي درجة عالية من الدقة والإتقان. ولأنها تربت فنياعلي المسرح الذي أدت علي خشبته مسرحيات:' أوزة سخيف-سلطان معضلة- سليمان الحلبي-القارئ' وحلقت منه عاليا نحو السينما والتلفزيون, فهي تؤمن بالتجريب وتأدية الأدوار في الأفلام التي تحمل فكرة وتقدم مضمونا جيدا, حتي ولو كانت أفلاما قصيرة ومنها' بس في حاجة ناقصة إحسان سحر العشق- نقطة النور', ومؤخرا فيلمها القصير'كما في المرأة' إخراج تامر سامي والذي فازبشهادة تقدير خاصة في مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية. وختاما قالت يسرا إنها حاليا تقرأ سيناريوفيلم سينمائي جديد, ستعلن عن تفاصيله عندما توافق عليه بشكل نهائي.