بعد أن أصبحت القنوات الرياضية جزءا مهما من الإعلام المصري ومكونا رئيسا في منظومة القنوات الفضائية أصبحت الآن مهددة بالزوال أو انحسار عددها بعد الأزمات تلو الأخري التي تعرضت لها مؤخرا والتي كان آخرها قرار تأجيل انطلاق الدوري العام الي أجل غير مسمي. وقد وصل ماراثون القنوات التي أغلقت ابوابها حتي الآن الي قناتين ولا ندري ما هي توابع أزمات النشاط الرياضي علي القنوات الرياضية, وحول توقف الدوري وأثره علي صناعة الإعلام الرياضي. في البداية يقول عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الأسبق ان الاعلام الرياضي لا يخسر فقط ماديا, بل يخسر الجمهور أيضا, فانصراف الجمهور لفترة كبيرة بعيدا عن شاشة القناة الرياضية لانعدام المحتوي الرياضي الذي اعتاد عليه لا يجعله يعود اليها بسرعة وسهولة بعد ذلك حتي بعد عودة الدوري, والمحتوي الموجود الآن في القنوات الرياضية محدود مقارنة بالماضي فالنشاط الرياضي الآن منحسر بين مشاركة الاهلي في البطولة الأفريقية والمباريات الودية للمنتخب, والإقبال علي الإعلانات قليل جدا ولا يفي بمصروفات وحجم انفاق تلك القنوات شهريا لأن عودة الإعلانات مرتبطة ارتباطا وثيقا بعودة النشاط الرياضي لمصر وعلي رأسه الدوري العام, إضافة الي أن خمول النشاط الرياضي في مصر جعل الإعلاميين الرياضيين ينصرفون لأمور بعيدة عن الرياضة لا يفقهون فيها شيئا وانزلقوا نحو السياسة التي لا يجيدونها وافتعلوا الأزمات والمعارك حتي لا ينصرف عنهم المشاهد مما ورطهم في مشكلات عديدة ووضعهم في بعض المواقف المزعجة بسبب تجاوزات البعض منهم, وهي أمور ستختفي تماما مع عودة النشاط الرياضي بقوته في مصر. ويقول د.عمرو الكحكي مدير شبكة تلفزيون النهار ان الدوري هو السلعة الأساسية لاي قناة رياضية, والخاسر الأول قبل القنوات الرياضية لوقف الدوري هو الشعب المصري الذي يري في رياضة كرة القدم المتعة والسعادة كونها الرياضة الشعبية الاولي في مصر وأصبح الدوري المصري مكون من مكونات المجتمع المصري, والعديد من طبقاات الشعب المصري بتنوع فئاته يرتبط بالدوري وتشجيع كرة القدم ومتابعتها, وهي الآن غائبة عن الشاشة الرياضية وبالتالي غاب عن معظم الناس سعادتهم بمتابعة كرة قدم, والحمد لله ان قناتي الرياضية لم تتأثرا كثيرا بوقف الدوري ولم أقم كغيري من القنوات بتسريح العاملين بحجة توقف الدوري لانني احترم تعهداتي وتعاقداتي مع الفنيين أو الإعلاميين, ولكن هذا ليس معناه ان هناك قنوات لم تتأثر بقرار تأجيل الدوري, فيكفي ان هناك قناتين رياضيتين اغلقتا ابوابهما نهائيا وشردت العاملين بها إضافة الي قنوات أخري قلصت العاملين بها او خصمت من مستحقاتهم المالية, ووقف ضخ الاعلانات في القنوات جعلت أمورها المالية معقدة وأصبحت المصروفات لا يقابلها أي دخل للقنوات, واستغرب جدا أن هناك العديد من الحلول البسيطة لعودة الدوري ومع ذلك اشعر بأنها غائبة عن المسئولين, فلماذا لا يستكمل الدوري بلا جمهور؟ ولماذا يسمح بإقامة المباريات الودية ولا يسمح باقامة مباريات الدوري؟ ويقول د. علي حسن عميد الاعلام بجامعة أكتوبر ورئيس جهاز حماية المشاهدين ان عدد القنوات الرياضية التي ستغلق أبوابها ستزدد لو استمر الحال علي ما هو عليه, وستفقد مصر مع الأيام مكونا مهما من مكونات الإعلام المصري وهو القنوات الرياضية المتخصصة, والإعلام الرياضي حتي قبل أزمة تأجيل الدوري العام يمر بمرحلة كبيرة من التدهور الرياضي نتيجة الصراعات بين الأندية, وتحولت الرياضة التي من المفترض أنها أخلاق الي نزاعات واتهامات متبادلة وصل بعضها الي المحاكم وهو ما أسميه تلويثا للقنوات الرياضية وانحرافا عن أهدافها, ناهيك الي أنها قنوات شعبية أكثر منها رياضية حيث أنها تغطي نشاطات فقط ولا تحث المصريين علي ممارسة الرياضة نفسها وكل همها هو جذبهم للشاشة فقط بأي وسيله وتحول اهتمامها الي تلمييع بعض الرياضيين وتسفيه آخرين, ومستوي النقد الرياضي بصفة عامة يحتاج الي تقويم اعلامي.