طعم أشبه بالسحر.سرداب طويل يوصل الي الدهشة. دفقة قلب. معان متدفقة. خلجات تتفاعل. وعمر ينسكب بروية في المتعة. هل تلك أحاسيس من يحب أم من يستمتع بالعمل الفني . قالوا قديما أجمل ما في الوجود حب الفن وفن الحب. تستطيع السينما أن تملا عليك الوجود بأذرعتها الحانية ولعبها البريء بمشاعرك وتفجيرها كل ملكات التفكير بعقلك. كيف استطاعت تلك اللعبة السحرية أن تدمج فيها كل الفنون في آن واحد؟ تأسرك الحبكة, وتدمع عينك مع مشاعر الشخصيات, ويقنعك منطق الأحداث وتستمتع عيناك بالمناظر وأذنك بالموسيقي, وتقلد لأبطال وتغير وجهة نظرك وتخرج لتتبني أكثر القضايا قوة بعد مشاهدتك فيلم ما. أما الحب فهو السلسبيل الذي يوصلك بانسانيتك. اننا نحقق أسطورة وجودنا عندما نحب. كيف يمضي عمرنا دون حب؟ أنه ترياق لوجودنا, ومنطق للتعافي ومساحة للأمل. وليس هناك شك في اننا نحتاج أكثر من حب وليس فقط للحب الرومانسي. لكننا ابرز ما نعانيه في زماننا أو في بلادنا هو الحب المنقوص أو الحب المعوق. فعلي قدر ما يخلص المحبين في مشاعرهم علي قدر ما يصبح الحب مؤثرا في حياتنا. لا نستطيع ان نعيش بربع حب أو بنصف حب.فنحن نقبل أنصاف حلول في أمور كثير بحياتنا لكن لا نستطيع التهاون في مشاعرنا. أما سبب الحديث عن ذلك اليوم فهو بدء عرض فيلم الحب بلكنة أجنبية اخراج الروسي الجورجي الاصل ريزو جينيشفيلي. والفيلم خليط من عدة حكايات: حكاية زوجين من روسيا يقفان علي حافة الطلاق, قصة عاشقين يافعين يهربان من رقابة الاهل, وحكاية شابة خجولة تتوجه للبحث عن فتي أحلامها. ما يجمع كل هؤلاء الابطال هو الحب. والأجواء حالمة بعيدة عن الابتذال مع لا يحصي من مشاهد الحب الرومانسية. كم نحتاج مثل هذا الفيلم في حياتنا وكم نحتاج للمشاعر التي بداخله؟ المزيد من أعمدة احمد عاطف