أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن خريجي الكليات الشرعية بالأزهر الدارسين اللغات الأجنبية هم الأمل في اتصال الأزهر بالغرب . وأكد أن اهتمام الأزهر باللغات الأجنبية لا يعني إهماله للقرآن الكريم أو اللغة العربية كما يدعي البعض, لأن القرآن واللغة العربية هي مهمة الأزهر وكلياته بالأساس, ولا يحتاج لبرامج للاهتمام بها. جاء ذلك خلال حفل تكريم الدفعة الثالثة من طلاب جامعة الأزهر شعبة الدرجة الخاصة الدارسين بالمركز البريطاني لتعليم اللغة الإنجليزية بالجامعة أمس, وشهده الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم, والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر والسيد مارك ستيفنز مدير المجلس الثقافي البريطاني, والدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر والسيد مقبل علي ممثل السفارة البريطانية بالقاهرة. وقد تم تكريم90 طالبا من الدارسين بالكليات الأصيلة بالأزهر( الدعوة, أصول الدين, اللغة العربية, الشريعة والقانون, الدراسات العربية والإسلامية).وبنهاية الحفل أهدي المركز درع تكريم للإمام الأكبر علي رعايته لهذا البرنامج. وقال الإمام الأكبر إن حلم برنامج تعليم الإنجليزية بالأزهر لم يكن حلمه فقط, بل كان حلم جيل كامل ممن تتلمذوا علي يد شيوخ كبار كالشيخ عبد الحليم محمود وغيره ممن اطلعوا علي الثقافات الغربية ودرسوا اللغات الأجنبية لمعرفة السبيل الأمثل لخطاب الغرب والتواصل معهم ونشر الإسلام في بلادهم ودفع الشبه التي تلصق به, وقال إنه بغير اللغة لم يكن ذلك ليتحقق, وإذا كان الأزهر يدرس الاستشراق والتبشير فكيف يكون له ذلك بدون إدراك لغة من يخاطبهم! وأشار إلي أنه استهدف أيضا إعطاء الفرصة لطلاب الكليات الشرعية في الحصول علي منح وبعثات كالتي يحظي بها أقرانهم في الكليات العلمية, حيث لوحظ أن معظم المنح التي تأتي تقدم للكليات العملية فقط كالطب والهندسة ونحوها. ودعا الطيب عمداء الكليات الشرعية إلي الاهتمام بهذا البرنامج لإنجاحه وبلوغ رسالته, وأعرب عن أسفه لعدم تعاون بعض العمداء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة في هذا البرنامج, والذي ظهر في عدم حضور معظمهم هذا الحفل. وقال شيخ الأزهر إن هذا البرنامج يحارب احيانا من بعض العمداء ورؤساء الأقسام, وناشد الطلاب المضي قدما والإقبال علي الدراسة باللغة الإنجليزية, وعدم الالتفات إلي المعوقات التي تنفرهم وتثبط هممهم. وقال للخريجين: أنتم الأمل في اتصال الأزهر بالعالم الغربي فيما بعد لنشر الثقافة الإسلامية في العالم..ومن ثم فقد بدء الاتجاه إلي تدريس اللغات في المرحلة قبل الجامعية بالمعاهد الأزهرية ليتمكن الطلاب من اللغة في مرحلة مبكرة. وقال الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة أن تعلم اللغة الإنجليزية بالأزهر مع الحفاظ علي اللغة العربية هو السبيل لنقل صحيح الإسلام للعالم كله ومعرفة ثقافاته والاستفادة منها, وأشار إلي أن فكرة تعليم اللغة الإنجليزية لطلاب الكليات الأصيلة بالأزهر تعيد للأزهر مجده وشموخه.لأن الأزهر عبر تاريخه الطويل من أكثر من ألف عام حمل مسئولية بيان الإسلام كرسالة خاتمة تسعي لتحقيق الأمن والسلام والتسامح وبناء الحضارات والتفاعل معها أخذا وعطاء. وأشاد الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم بتجربة الأزهر في تعلم اللغات الأجنبية وأوضح أن هناك مفاتيح ثلاثة للتواصل مع الآخر, هي: القرآن والسنة وعلومهما( السياج الحامي للتواصل), اللغة الإنجليزية, والكمبيوتر. وأعرب عن أمله في ان يكون طلاب الأزهر جسرا للبناء والتعاون مع الآخر. وفي كلمته أوضح السيد مارك ستيفنز مدير المجلس الثقافي البريطاني بمصر أن المجلس استطاع من خلال دوراته أن يدعم شباب خريجي الأزهر للاستمرار في نقل ونشر فهم الأزهر للإسلام في جميع أنحاء العالم, حيث سافر حتي الآن31 شابا أزهريا إلي المملكة المتحدة للدراسة وإقامة الحوار الديني وتخرج ما يقرب من200 طالب في العامين الماضيين بالإضافة إلي خريجي الدفعة الحالية, وأشار إلي أن هناك450 طالبا مسجلين حاليا في البرامج الدراسية بالمركز ونأمل أن يزيد العدد العام المقبل إلي1000 طالب. كما تلقي16 معلما بالثانوية الأزهرية دورات تدريبية في مصر وبريطانيا, وهم حاليا يدرسون في فصول تعليم اللغة الإنجليزية الخاصة إلي أكثر من200 شاب.