المعروف عن ميت رومني منذ بداية ترشحه للرئاسة الأمريكية أنه يجهل السياسة الخارجبة.. فهل كشف عن هذا الجهل في خطابه الأسبوع الماضي حول السياسة الخارجية؟. لقد حمل رومني الرئيس اوباما مسئولية الفشل في قيادة العالم بسبب ماأصاب بلاده من إساءة ومهانة خلال اضطرابات الربيع العربي..بل حمله مسئولية الاضطرابات نفسها..تعهد في المقابل بإعادة سياسة أمريكا الخارجية عقودا للوراء,أي الي مابعد الحرب العالمية الثانية, واستعادة نفوذها العالمي بالقوة العسكرية والاقتصادية..فهذا ماتتوقعه منه اسرائيل وغيرها من دول العالم,كما قال..وعد بالوجود الدائم لحاملات الطائرات الأمريكية بالبحر الأبيض والخليج لفرض السيطرة علي المنطقة..أبدي تشددا مغايرا لمواقفه السابقة من قضايا الشرق الأوسط ومصر,وانحيازا كاملا لإسرائيل..هدد بالرد العملي وليس بالكلام علي نشاط إيران النووي..أكد عدم وقوفه علي الهامش في الأزمة السورية..هاجم انسحاب القوات الأمريكية من العراق..أغضب الفلسطينيين بالإشارة الي الفروق الثقافية فيما بينهم والاسرائيليين,مشككا في إمكانية التوصل لحل الدولتين..وبالنسبة لمصر ستكون هناك شروط للمساعدات..كان خطابه محاولة فاشلة للاستقواء واستعراض العضلات,يذكرنا بعجرفة بوش وتعاليه واستهتاره..يعطي لنا الانطباع بأنه يمضي في طريق خطير وهو مايجب أن يثير قلق الأمريكيين.. ومن الواضح أنه لايفهم إطلاقا طبيعة الشعوب بمنطقتنا,أو الدوافع وراء انتفاضاتها وثوراتها,ولا أبعاد البدائل التي طرحها..مع ذلك يبدو أنه أقنع الناخب الأمريكي المستاء مما تدنت اليه الأوضاع السياسية والاقتصادية وما أصاب أمريكا من ضعف وترهل..فاستطلاعات الرأي تشير الي تفوقه علي اوباما وسط الرجال, وأنه القائد الأقوي..علي أي حال,لم تكن السياسة الخارجية علي قائمة اهتمامات الناخب الأمريكي,ولم تكن هي المعيار للفوز في انتخابات الرئاسة..وهناك من بين الأمريكيين من يريد أن تنفض أمريكا يدها من مشاكل العالم وتعيش لنفسها فقط..فمن من المرشحين أقرب الآن للمزاج العام ؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب