تأخر تكريم الرئيس السادات ثلاثين عاما ولم يفكر النظام السابق في ان يقوم بهذه المهمة النبيلة.. وجاء تكريم الفريق الشاذلي رد اعتبار للرجل الذي عاني كثيرا ما بين السجن والإهمال والجحود.. كانت مبادرة طيبة من الرئيس محمد مرسي في هذه المناسبة العزيزة علي كل المصريين وهي نصر اكتوبر.. إن ما حدث تكريم بأثر رجعي رغم انه كان من المفروض ان يأتي في وقته وزمانه.. اختلف الناس حول انور السادات وتاريخه ولكن بقي نصر اكتوبر حقا من حقوقه التاريخية وصفحة مضيئة في تاريخ مصر جيشا وشعبا وزعيما رغم محاولات ضارية من الإعلام الكاذب وثقافة التضليل واغنيات الضربة الجوية لانتزاع حقوق الرجل وقراره التاريخي.. ورغم ما يبدو من اختلاف المواقف بين السادات والشاذلي إلا فإن الشارع المصري كان علي يقين ان الشاذلي عبقرية عسكرية ومواطن مصري نبيل ادي دوره ببراعه في تاريخ العسكرية المصرية.. ومن هنا كان ترحيب الشارع المصري بهذا التقدير الذي تأخر زمنا طويلا.. لقد تعرض التاريخ المصري لعمليات تشويه وتدمير قاسية طوال السنوات الماضية ابتداء بمناهج التعليم وانتهاء بما كتبه المزايدون وحملة المباخر في العهد البائد منذ سنوات كنت اتصفح كتابا من كتب التاريخ المقررة علي تلاميذ المرحلة الإعدادية وفي اعلي الصفحة وجدت عنوانا يقول حرب اكتوبر والضربة الجوية وامامها صورة للرئيس السابق علي صفحة كاملة وفي جزء صغير كانت صورة صغيرة للرئيس السادات وتحتها سطر واحد يقول صاحب قرار الحرب.. وبعيدا عن هذا وذاك رأيت صورة أخري اصغر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتحتها سطر يقول صاحب النكسة في عام.. 1967 وهكذا كانت تكتب صفحات التاريخ وتوضع اقدار الرجال حيث لا مصداقية ولا امانة في سرد الأحداث وهذه عادة فرعونية قديمة حين كان الفراعنة يسرقون أمجاد بعضهم ويغيرون الرسوم والخطوط علي المعابد وفي الأقصر نشاهد الكثير من هذه الظواهر الغريبة في سرقة الأدوار.. إنها لعنة التاريخ وهي تشبه لعنة الفراعنة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة