لم تنته معاناة المصريين في ليبيا رغم عدة لقاءات رسمية تبادلها مسئولون من البلدين ورغم جهود مضنية قام بها طاقم القنصلية المصرية في ليبيا وعلي رأسهم السفير أشرف شيحة .. وهو ما لمسته الأهرام في جولتها في مدن الشرق الليبية. فضلا عن الاعتداءات التي تتم بصورة أصبحت شبه متكررة علي دار القنصلية وأخرها تفجير سيارة القنصل عبد الحميد الرافعي فإن الجالية المصرية تشهد إعتداءات شبه يومية يقول أحمد كمال رئيس الجالية: الكتائب المسلحة التي شكلت إبان ثورة17 فبراير تتحكم كل كتيبة منها في منطقة ولا يجد أغلبها عملا سوي مطاردة المصريين بحجة عدم وجود عقد عمل رغم حضور( أغلبهم) الي ليبيا بعقود صحيحة ولكن رغبة هذه الميليشيات في اثبات وجودها لا يتحقق إلا من خلال مطاردة المصريين وسبق أن تقدمت بشكاوي كثيرة الي جميع الجهات الأمنية والقانونية في مدينة البيضاء وبنغازي إلا أن أحدا لم يتحرك. ويؤكد فتحي عبد الله أن التعنت والقهر المستمر للعمالة المصرية يتجسد يوميا في التعرض لبعضهم بالضرب واقتحام منازلهم وغرف الفنادق المتواضعة التي يعيشون فيها مثلما حدث لمحمد عبد الحميد وغيره قبل أيام حيث احتجزته إحدي الميليشيات وتعرض للضرب المبرح والاستيلاء علي متعلقاته الشخصية وجواز سفره, أما عن طريق مساعد بنغازي والذي يشهد حركة السيارات الناقلة للمصريين فإن توقيفها وانزال المصريين تحديدا منها أمر يحدث يوميا ويؤكد أحد العمال الذي رفض ذكر اسمه خوفا من التعقب كنت مع مجموعة من المصريين أنزلونا من السيارة بوابل من السب والإهانة وتركونا لعدة ساعات تحت المطر الشديد والريح العاتية حتي رأف بنا أحد الشيوخ من مدينة طبرق ولولاه لتركونا رغم أن أوراقنا صحيحة ومستوفاة لكل الشروط. وفي سوق الخضار ببنغازي كانت شكاوي عدد كبير من المصريين تحمل نفس السمات وهي مطاردة عناصر الميليشيات لهم فضلا عن الأمن الرسمي ويزدادون تعنتا معنا كما يقول محمد خالد حتي من يملك عقد عمل المشكلة أن عقود الكثير مثبت فيها أن العمل بالمزارع وهي التي تعاقدنا فيها مع أصحاب العمل الليبيين ولأنهم يمتلكون محلات بالسوق فنعمل بها ونتهم من قبل الأمن بعدم مطابقة المكان كما هو مسجل. كما أن بعض أصحاب المحلات ليست لهم رخص مزاولة المهنة أو غيروا المهنة ونحن كعمال مهمتنا أداء عملنا فقط ويتهموننا رغم حاجتهم الشديدة لنا بمخالفة شروط العمل. يؤكد السفير المصري أنه وطاقم السفارة لا يألوا جهدا في العمل علي إزالة أسبابها وهو ما تابعنا بعضه ولكن الأمكانات المادية والبشرية في السفارة ليست كافية لمواجهة هذه المشكلات التي تتزايد يوما بعد يوم وإن كانت الجهات الرسمية الليبية تساعدنا كثيرا لكن وجود ما يزيد عن مليون مصري في الشرق الليبي يضاعف الاعباء. السفير عبد السلام الرقيعي وكيل وزارة الخارجية الليبية يؤكد أن السوق الليبية متسعة لمئات الألوف من العمالة ويمكن بالتعاون بين البلدين أن يشهد مجالات كثيرة ويضبط ايقاع الوجود المصري وينظمه وهذا ما نعمل عليه مع الجانب المصري. بقي أن نؤكد أن حال المصريين في ليبيا أكثر من سيئ وجهود القنصلية العامة في بنغازي كثيرة ومضنية وحقيقية ولكن العبء اكبر من القدرة علي انجاز20% منها تقريبا فهل ستنتبه الحكومة المصرية لأهمية ليبيا كسوق عمل واستهلاك!!