إذا وجدت شكل نينغشيا جديدا.. ربما يكون غريبا بعض الشيء أو علي الأقل متميزا.. فنرجو أن تطمئن.. أجل انها رحلة جديدة وحديثة. هذا هو التجديد الذي نعتبره غايتنا.. والتطوير الذي هو هدفنا والنجاح الذي نحسبه عقيدتنا.. أمامك الفرصة للتعرف إلي المزيد من خلال المنتدي الاقتصادي الدولي العربي الصيني.. الذي تحتضنه مقاطعة نينغشيا.. وهو عرسنا المتجدد كل عام وجسرنا المتواصل علي الدوام نحو العالم العربي والاسلامي. كلمات قليلة استقبلت بها فو بونغ تونغ.. نائب مدير ادارة شئون الصناعة والمعلومات في مقاطعة نينغشيا خلال تجولنا داخل المنتدي الاقتصادي الذي عقد مؤخرا. نينغشيا.. هي المنطقة الوحيدة المتمتعة بالحكم الذاتي لقومية هوي في الصين وتقع شمال غرب البلاد.. ثلث سكانها الآن البالغ عددهم6.5 مليون نسمة يعتنقون الإسلام وهي المنطقة الأكثر كثافة لأبناء قومية هوي.. النهر الأصفر يجري في الصين وتحديدا داخل منطقة نينغشيا.. أكثر من397 كلم, ولعب النهر الأصفر دورا مهما في ولادة الحضارة الصينية.. ولا تزال في نينغشيا حتي اليوم ضفة النهر الذهبية الخصبة والعظيمة التي تمثل الأسرة السعيدة لأبناء تومين هوي وهان.. وغيرها من القوميات. أفكار وهموم حاضرة وتطلعات مستقبلية حاصرتني وأنا أتجول من المنتدي الاقتصادي العربي الصيني حول إعادة اسس التضامن والتكافل.. تعزيز الروابط التاريخية القديمة المشتركة بجسور من التعاون والتبادل في ميادين مختلفة أهمها الاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة والتعليم والترجمة والنشر والبحث والإعلام والفنون. كيف هي المقارنات والجوانب المشتركة التي تجعل من هذا المنتدي نقطة انطلاق لمسيرة تعاون أكثر شمولا وأطول مدي وأفضل استفادة؟. ربما كانت الهموم المشتركة والتساؤلات المشروعة هي التي جعلت محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين يستمع باهتمام وانصات بعد توقيعه اتفاقية تعاون مع الجانب الصيني.. إلي ما تقوله فو بونغ تونغ.. حول نشأة المنتدي وتطويره واستغلال المنطقة للتعامل مع الجانب العربي والإسلامي. الفكرة تبدو مميزة وجديرة بالاستماع.. وليست صعبة التكرار في الوطن العربي وتحديدا مصر. وتقول تونغ إنه في مارس عام2000 طرح مجلس وزراء خارجية الدول العربية اقامة منتدي تعاون عربي صيني وقد حظي الاقتراح باستجابة فورية من الحكومة الصينية.. وتم توقيع تأسيس المنتدي وخطة عمل وانطلق رسميا في عام2004 نجحت نينغشيا في اغسطس عام2005 في اقامة معرضها للاستثمار والتجارة اعتمادا علي مزاياها الفريدة.. الأمر الذي وفر منصة اساسية مستقرة لانفتاح وتنمية اقتصادها.. ثم تم وضع لبنات معرض الصين نينغشيا الدولي للاستثمار والتجارة. وبعد أربع سنوات من الجهد والعمل زاد تأثير المعرض وفي مايو2009 وافق مجلس الدولة الصينية علي تغيير اسم المعرض ليأخذ الصبغة الدولية ويصبح تحت تنظيم المجلس الوطني للتنمية والتجارة وحكومة نينغشيا.. ويتطور ليكون منصة تبادل وتعاون مهمة بين الصين والدول العربية الإسلامية.. وفي سبتمبر2010 أقيمت دورته الأولي والعام الماضي أقيمت الدورة الثانية.. وها هي تنطلق الدورة الثالثة هذا العام. هنا يقول وانغ تشنغ وي.. رئيس حكومة منطقة نينغشيا: إن الدورة الثالثة عقدت تحت عنوان الصداقة والتعاون والتنمية.. وشملت العديد من الفعاليات والمعارض والندوات والاحتفالات التي ستسهم في تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصين والعالمين العربي والإسلامي. ووجهت سؤالا إلي محمد بن يوسف حول اقتناص الجانب الصيني الفرص وذكائه في كيفية التعامل مع الآخر وتقديم خدماته وأفكاره ومشاريعه؟! مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين.. أكد تطابق الرؤي.. موضحا أن نينغشيا.. أصبحت مركزا تجاريا واقتصاديا هائلا في الصين وواحدة من كبري المناطق الصناعية والاقتصادية التي تركز علي سوق مستلزمات المسلمين في الخارج. ومن هنا فقد حصلت المقاطعة علي دعم وتأييد كل المقاطعات ومناطق المسلمين بالصين لاستضافة المنتدي. حيوية ونشاط وأهمية المنتدي دفعتني إلي مزيد من التساؤلات التي ظلت تطادرني طوال أيام الرحلة حول كيفية نقل وتنفيذ هذه التجربة الناجحة من علي ضفاف النهر الأصفر في الصين إلي ضفاف نهر النيل.