مع اقتراب العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في6 نوفمبر المقبل, إما بإعادة انتخاب باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي الذي يتخذ من الحمار رمزا له لمدة رئاسة ثانية, أو انتخاب ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري. الذي يتخد الفيل رمزا له ليتولي رئاسة الدولة الأقوي في العالم لمدة4 سنوات مقبلة, يتابع العرب قادة وحكومات وشعوبا باهتمام كبير تلك الانتخابات نظرا لما لها من انعكاسات خطيرة علي قضايا العرب الحيوية. ومهما تكن توقعات العرب وتحليلاتهم حول نتائج تلك الانتخابات والفائز فيها, وتأثير ذلك علي قضاياهم ومستقبل المنطقة, فإن الحقيقة التي يجب أن يدركها العرب هي أن الفائز في تلك الانتخابات, ليدخل البيت الأبيض سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا, لن يستطيع أن يخرج عن السياسة الأمريكية, خاصة فيما يتعلق منها بدعم ومساندة اسرائيل علي طول الخط, والكيل بمكيالين تجاه الحقوق العربية في فلسطين. فالمشهد الانتخابي واضح وكلا المرشحين يزايد علي الآخر في استماتة لإثبات الولاء لإسرائيل وتمسكه بأمنها وتفوقها لكسب أصوات اليهود, لينافس في حالة فوزه من سبقه من الرؤساء في اختيار أفضل الطرق, لتحقيق أهداف السياسة الأمريكية التي هي من صنع المؤسسات والتي تكرس لخدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية ولا تتغير بتغير الرؤساء. ومعني ذلك ببساطة أن أوباما ورومني وجهان لعملة واحدة هي الولاياتالمتحدة التي لم ولن تغير سياساتها تجاه العرب وقضاياهم, وأن العرب الذين يأملون في أن تغيير الرئيس وحزبه سوف يتبعه تغيير في السياسة الأمريكية واهمون ولم يستفيدوا من تجاربهم مع واشنطن, فتداول السلطة بين الحمار والفيل لأكثر من نصف قرن لم يقدم حلا ناجعا لمشكلات العرب يوما ما, ومن ثم لم يعد لهم مصلحة في فوز مرشح علي الآخر, وذلك بسبب السياسة الأمريكية التي يكرهها8 من كل10 أشخاص عرب وفقا لآخر استطلاع للرأي أجرته جامعة ميريلاند ومؤسسة زغبي الأمريكيتان في6 دول عربية. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين