صحيح أن التخلص من كل ما هو مصدر للكربوهيدرات في الطعام كالمعجنات والخبز والأرز يأتي بنتائج فورية وملموسة في إنقاص الوزن,ولكنه يأتي ايضا بأضرار عديد وفقا لدراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية. كشفت إن النظام الغذائي المعتمد علي خفض استهلاك الكربوهيدرات وتعويضه بكميات أكبر من البروتينات يصاحبه زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب خاصة في النساء. ووجد الباحثون في جامعة أثينا أن ما يعادل خفض20 جراما في تناول الكربوهيدرات وزيادة5 جرامات في كمية البروتين المتناولة يوميا يتسبب في زيادة حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلي5%. وشملت الدراسة مايزيد عن43 ألف امرأة تتراوح أعمارهن ما بين30-49 عاما, خضعن لأستبيان شامل عن نمط الحياة والنظم الغذائية فضلا عن التاريخ الطبي. وخلال فترة المتابعة التي أمتدت لخمسة عشر عاما, كانت هناك1270 حالة إصابة بالقلب والأوعية الدموية مثل نقص تروية القلب والسكتة الدماغية والسكتة الدماغية النزفية وأمراض الشرايين الطرفية. وهو ما اتضح لدي الشابات اللائي حرصن علي إتباع هذا الريجيم بشكل منتظم, ويعتقد في زيادة نسب الإصابة كلما كان البروتين المتناول من مصادر حيوانية. وتعتمد رجيم الكربوهيدرات المنخفضة علي خفض استهلاك الحبوب الكاملة الأطعمة والفواكه والخضار النشوية لإجبار الجسم علي أستخدام الدهون كمصدرا للطاقة, إلا أن الجسم يحرم أيضا من الألياف والفيتامينات والمعادن. كذلك فإن إتباع نظام غذائي عالي البروتين يعني كميات أكبر من اللحوم الحمراء والمصنعة وما تسببه من أرتفاع في نسب الحديد والكوليسترول والدهون المشبعة, وبذلك هو نظام غذائي غير صحي تماما لأنه لا يمنح الجسم حاجته اليومية من العناصر اللازمة والموصي بها. ووفقا للدكتور ليجو بجامعة أثينا والباحث الرئيسي بالدراسة التي مولتها جمعية السرطان السويدية ومجلس البحوث السويدي, تلاقي هذا الرجيم رواجا بسبب وسائل الإعلام ولكنها في الحقيقة تشكل خطرا علي الصحة علي المدي البعيد. وحينما يلجأ إليها الكثير من المشاهير والنجوم في هوليوود فذلك لأنهم يحتاجون لإنقاص أوزانهم لمناسبة ما سريعا ولا يعتمدونها كرجيم علي المدي الطويل. وقد أثير من قبل العديد من المخاوف حول الآثار المحتملة القلب والأوعية الدموية علي المدي الطويل, وكذلك ما قد يسببه ارتفاع مستوي البروتين من ضغط هائل علي الكليتين. وهي الإتهامات التي أكدتها ثلاث دراسات أوروبية بوجود خطر أكبر من وفيات القلب والأوعية الدموية مع النظام الغذائي السابق ذكره. ضرر أخر يذكره الخبراء ففي الواقع يفقد غالبية متبعي هذا الرجيم وزنهم بسرعة, إلا أن الوزن الذي فقدوه يكون نتيجة فقدان الماء والنسيج العضلي في الجسم وليس من الدهون التي تحدث خسارة الوزن الحقيقية. ومع الاستمرر علي هذا النظام يتعرض الجسم, خاصة النسيج العضلي فيه إلي عملية أشبه بالتخريب الواسع, لأن الأنسجة العضلية تكون في حالة نشاط لحرق السعرات الحرارية حتي وقت الإسترخاء ودون بذل أي مجهود.