شهدت مدينة الإسكندرية مؤخرا مؤتمرا تحت مسمي أورام الثدي في السيدات صغيرات السن نظمته الجمعية العلمية الطبية بالإشتراك مع الجمعية الأوربية لعلاج الأورام والجمعية الأوربية لجراحي أورام النساء وبحضور أطباء في مختلف تخصصات علاج الأورام وجراحة الثدي والنساء والخصوبة. استعرض المؤتمر الذي أقيم برئاسة الدكتور ياسر القرم والدكتور عمر عبد العزيز أستاذا علاج الأورام بطب جامعة الإسكندرية والذي تحدث عن بروتوكولات علاجية حديثة تم التوصل إليها للحصول علي أفضل النتائج للشفاء, وأشار الدكتور القرم إلي ضرورة تعميم توصية بتنسيق الخطط العلاجية لتبدأ بعلاج مكثف لفئة المصابات قبل45 سنة بسبب النشاط الهرموني الزائد الذي يميز هذا السن ويجعل هذه الأورام أكثر شراسة, مما يتطلب علاجا كيماويا لمدة6 جرعات ويفصل بين الجرعة والأخري فترة ثلاثة أسابيع ويليه علاج إشعاعي مكثف لمدة5 أسابيع, ثم علاج هرموني لمدة5 سنوات, منوها إلي أن بعض الحالات قد تحتاج إلي علاج موجه للخلايا السرطانية, في حال وجود مستقبلات لهذه الأدوية علي سطح الخلايا السرطانية, مؤكدا أن هذه الخطة العلاجية تؤدي إلي أفضل نتائج للشفاء. وتحدث الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس قسم علاج الأورام بطب قصر العيني عن كيفية تمييز الأورام التي يتم الإصابة بها في السن الصغيرة جينيا, وماهية خصائصها الجينية, والتي تسبب شراسة هذه الأورام. ومن جانبه تحدث الدكتور فيدرو ميكاتوري رئيس وحدة الخصوبة بالمعهد الأوربي للأورام بميلانو عن طرق حماية الخصوبة والإحتفاظ بها للسيدات صغار السن الذين تلقوا علاج كيماوي, كما عرض الدكتور عمر عبد العزيز حالات مرضية من سيدات صغار السن تم علاجها وشفاءها من أورام الثدي مع إحتفاظها بالخصوبة والقدرة علي الإنجاب رغم تعاطي هؤلاء السيدات العلاج الكيماوي الذي يؤثر علي القدرة الإنجابية. واستعرض الدكتور أورستي جنتيللني أستاذ جراحة الثدي بالمعهد الأوربي للأورام بميلانو في إيطاليا طرق جراحة أورام الثدي بإزالة الورم فقط دون الحاجة إلي إزالة الثدي كله, مع إمكانية عدم إزالة الغدد الليمفاوية من منطقة تحت الإبط والتي تؤدي إزالتها إلي الإصابة ببعض الأعراض الجانبية في المستقبل مثل تورم الزراع وحدوث الالتهابات. كما أوضح في ورشة عمل طريقة تحديد المرضي اللائي لايحتجن لإزالة العقد الليمفاوية من تحت الإبط من خلال تمييز الغدد الليمفاوية المحتوية علي الخلايا السرطانية والتي تظهر وتتميز باستخدام صبغات معينة أثناء الجراحة تضيء الغدد الليمفاوية المصابة بكاميرا خاصة ليتم استئصالها بواسطة الجراح المدرب علي ذلك. واستعرض الدكتور حاتم عبد العظيم مدير وحدة أبحاث سرطان الثدي بمعهد جول بوردريه ببروكسل في بلجيكا دراسة جديدة أثبتت إمكانية الحمل الآمن لدي السيدات اللائي سبق تشخيصهن وعلاجهن من سرطان الثدي, والدراسة أجريت علي1200 مريضة في7 مراكز علاج سرطان في أوربا, وأثبتت الدراسة أن الحمل لايؤدي إلي إرتفاع نسبة إرتجاع المرض كما هو معتقد لدي40% من الأطباء بحسب نتيجة إستطلاع لرأي أطباء في مصر ودول أوروبية أخري, بسبب تغيرات نسب هرمونات الأنوثة مثل الاستروجين وغيرها. كما أثبت البحث الأخير الذي ألقاه أن حدوث حمل لايؤدي إلي فرص الارتجاع حتي في المرضي أصحاب الأورام السرطانية.