سيطرت ملفات سوريا وإيران علي اجتماعات الدورة67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور ممثلين من120 دولة. وبعد تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال كلمته الافتتاحية امس الاول من أن واشنطن لن تسمح بقبول فكرة إيران نووية, أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه ليس باستطاعة أحد حرمان بلاده من حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، لكن نجاد أشار إلي استعداد بلاده لتحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة إذا ما خطت الأخيرة خطوة جادة من أجل خلق حالة من التفاهم بين البلدين. واعتبر نجاد- خلال كلمته أمام حشد من النخب الأمريكية علي هامش اجتماعات الجمعية العامة- الظروف التي تخيم علي العلاقات الأمريكيةالإيرانية بأنها مضرة بمصالح الجانبين وربما تعود بالضرر علي العالم بأسره, مشيرا إلي سياسة واشنطن العدائية حيال الشعب الإيراني منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران. وأضاف أن المسئولين الأمريكيين بدأوا بالضغط علي الشعب الإيراني بدلا من دعم ثورته التي انتصرت بشعار الحرية, حيث فرضت واشنطن مزيدا من الحظر علي إيران وبالرغم من تجاوز طهران هذا الحظر بنجاح, موضحا أنه في حال كانت العلاقات مبنية علي التعامل بدل المواجهة لسارت الامور لصالح البلدين. وردا علي سؤال حول الملف النووي الإيراني, اعتبر نجاد ملف بلاده النووي السلمي بأنه مسيس تماما, مؤكدا أن هذا الموضوع يدور بين إيران وأمريكا وفيما إذا انسحبت اليوم أمريكا من هذا الموضوع فعندئذ لا يبقي أحد في العالم يطرح ادعاءات ضد إيران, ولهذا نحن نعتقد ضرورة تسوية هذا الموضوع بمعزل عن المفاوضات النووية. وحول احتمال إغلاق مضيق هرمز من جانب إيران قال نجاد للتلفزيون الياباني إن اتش كي أن طهران تدافع دوما عن إرساء الأمن في المضيق وقامت علي مر التاريخ بإنجاز هذه المهمة بنجاح ولم تشكل تهديدا لأمن الممر المائي أبدا. وحول العلاقات بين إيران ومصر, قال إنه كانت لإيران ومصر في الماضي علاقات طويلة وودية واليوم أيضا لا يمكنهما أن تكونا مفترقين عن بعضهما وينبغي العمل سريعا علي إقرار علاقاتهما بصورة كاملة رغم تربص من الأعداء.وحول تطورات الأزمة السورية, أعرب عن حزن بلاده الشديد للاشتباكات في سوريا, وأنها تسعي إلي اجتماع الطرفين علي طاولة المفاوضات لحل وتسوية خلافاتهما, لأن العنف والمواجهات ليست الطريق المناسب لحل الخلافات. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مسئول أمريكي عن أن القوي الكبري ستجري مفاوضات مع إيران اليوم لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وأشار المسئول أن مجموعة5+1 ستعقد اليوم يعقبه اجتماع أخر علي المستوي الوزاري لبحث الخطوات المقبلة في التعامل مع إيران, موضحا أنه مازال هناك وقت للدبلوماسية. وفي سياق متصل, قال لوران فابيو وزير الخارجية الفرنسي إن الجولة التالية من عقوبات الاتحاد الأوروبي علي إيران بسبب برنامجها النووي ستركز علي القطاع المالي والتجارة. وفي سياق أخر, قالت كريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين إن الأرجنتين وإيران اتفقتا علي عقد اجتماعات لمناقشة تفجيرين استهدفا منشآت يهودية في التسعينيات من القرن العشرين وهي الهجمات التي اتهم القضاء الأرجنتيني طهران بالتورط في تدبيرها. وقالت فرنانديز خلال كلمتها أمام الجمعية العامة إنه بعد عدة أعوام من الجهود الدبلوماسية التي لم يكلل معظمها بالنجاح عرضت إيران الأسبوع الماضي عقد اجتماعات بين البلدين. وفي غضون ذلك, حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إسرائيل من المساس بالمسجد الأقصي.وقال الملك عبدالله في خطابه أمام الجمعية العامة إن أي تقسيم أو انتهاك تقوم به اسرائيل في هذا الخصوص, سيتم اعتباره بمثابة عدوان ديني صارخ, وعلي المجتمع الدولي أن يبعث رسالة واضحة بأن مثل هذا الاعتداء-أو أي محاولة لمحو الهوية الإسلامية والمسيحية من مدينة القدسالمحتلة- لن يتم التسامح بشأنها. وشدد علي أهمية مبدأ حل إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية, تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وحدود آمنة. وفيما يتعلق بالأزمة السورية, دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلي ضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف والبدء في عملية التحول, وأكد أنه لا يوجد بديل سوي الحل السياسي الذي ينهي إراقة الدماء ويستعيد الاستقرار والأمن ويحفظ وحدة سوريا. وفي هذه الأثناء, بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في نيويورك تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط,إضافة إلي التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. واستقبل عباس في مقر إقامته بنيويورك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف,وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, إضافة إلي التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. وعلي صعيد الأزمة الصينيية- اليابانية حول جزر دياويو المتنازع عليها, ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة( شينخوا) أن يانج جيه تشي وزير الخارجية الصيني أكد مطالبة بلاده بجزر متنازع عليها مع اليابان أثناء محادثات مع نظيره الياباني كويتشيرو جيمبا في نيويورك علي هامش اجتماعات نيويورك. وأضافت شينخوا في تقرير مقتضب أن يانج جدد موقف الصين القوي من مسألة جزر دياويو والتي هي أرض صينية مقدسة منذ العصور القديمة. وأضاف أن شراء الحكومة اليابانية للجزر انتهاك جسيم لسيادة ووحدة أراضي الصين وإنكار صريح لنتائج الانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشيين وتحد خطير للنظام الدولي بعد الحرب. ومن جانبها, نقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن جيمبا قوله إن طوكيو لها موقفها الذي تتمسك به, ودعا إلي ضبط النفس في النزاع الذي يهدد الروابط بين أكبر اقتصادين في آسيا.