أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, استمرار دور الأزهر الوطني لتحقيق التوافق بين كل القوي الوطنية والمثقفين والليبراليين والإسلاميين حول مواد الدستور الجديد, ليأتي دستورا حضاريا مواكبا لما انجزته ثورة يناير. وتحقيق الإجماع الوطني حول مواده الرئيسية والتمسك بالمادة الثانية حول الشريعة الإسلامية جاء ذلك خلال لقائه امس عددا من ممثلي التيارات الليبرالية والإسلامية بمشيخة الأزهر, والذي يأتي في اطار مبادرة أزهرية للم الشمل وتوحيد جميع التيارات والطوائف والقوي السياسية حول الدستور الجديد, وقد شهدت مشيخة الأزهر,أمس, لقاءات موسعة بين ممثلي التيارين الليبرالي والإسلامي أعضاء التأسيسية للدستور, بعد استقباله أمس لممثلي الكنائس المصرية. لبحث القضايا الإشكالية بالدستور الجديد. وأكد الأزهر الشريف وممثلو التيار الليبرالي خلال اللقاء ضرورة تحقيق التوافق الوطني حول مواد الدستور المصري الجديد بما يحقق مصلحة مصر واستقرارها بعد ثورة يناير دون تغليب فصيل معين بمواد الدستور كما أكدوا خلال لقائهم بمشيخة الأزهر والذي حضره عدد من رموز التيار الليبرالي ضرورة أن يتم التوصل إلي المواد الأساسية في الدستور الجديد بالإجماع وأن يكون التوافق حول المواد الأخري بين جميع القوي الوطنية في مصر. وأشاروا إلي استمرار التشاور بين جميع القوي الوطنية للتوصل إلي دستور وطني متفق عليه, مؤكدين دور الأزهر الوطني في مصر والعالم وضرورة استقلاله وهيئة كبار العلماء, واستقلال الجمعية التأسيسية دون سيطرة أي فصيل, وشارك في اللقاء عمرو موسي وأيمن نور وأبو العلا ماضي والدكتور وحيد عبد المجيد. كما عقد شيخ الأزهر لقاء مماثلا أمس مع ممثلي جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين بالجمعية التأسيسية, شارك فيه الدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محمد البلتاجي والدكتور يونس مخيون, لبحث المواد مسار الجدل في الدستور ومحاولة إيجاد الية للخروج من هذه الإشكاليات بالإجماع والتوافق الوطني. وأكد الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار أن هذه اللقاءات تأتي في إطار حرص الأزهر علي جمع القوي الوطنية الفاعلة لمواجة الإشكاليات التي تمت مؤخرا داخل الجمعية التأسيسية للوصول إلي حالة من التوافق في كثير من المواد الدستورية التي تضمن الحقوق والمصالح المصرية من منطلق وطني. وقال الدكتور عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وعضو الجمعية التأسيسية, في مؤتمر صحفي أمس بمشيخة الأزهر أن وثيقة الدستور يجب أن تكون متزنة ومعبرة عن المصلحة المصرية والوطنية. وأكد الدكتور أيمن نور ان استمرار التيار الليبرالي في المشاركة بالجمعية التأسيسية مرهون بعدم استئثار أو استحواذ تيار بكلمة أو حرف في الدستور. وردا علي سؤال حول الاتفاق بشأن مادة الأزهر قال: تناقشنا في هذه المواد ومواد اخري ولكن الصيغ الأخيرة ستتم بتوافق كل الأطياف, وعن كيفية تحقيق التوافق حول وثيقة الدستور قال الدكتور وحيد عبد المجيد إن وثيقة الأزهر يجب أن تكون موضع التزام من الجميع في الدستور الجديد, موضحا أن العمل داخل الجمعية يعتمد علي التوافق بين مختلف الأطياف. وقال الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة المقترحات بالجمعية التأسيسية للدستور إنه لا سبيل أمام جمعية الدستور سوي الوصول إلي دستور يحقق الإجماع الوطني, مؤكدا أن مسودة الدستور ليست نهائية وقابلة للتعديل. ونفي البلتاجي خلال المؤتمر الصحفي لعدد من القوي والأحزاب السياسية الإسلامية بعد لقاء شيخ الأزهر وجود انسحابات من التأسيسية. وقال الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين, إنه لا يمكن صناعة المستقبل إلا من خلال دستور يعبر عن كل المصريين, ولكل مواطن مصري له الحق في كتابة الدستور. أضاف البر أن الجمعية التأسيسية تفتح ذراعيها لجميع المقترحات في كتابة الدستور, ونحن جميعا نسعي لتحقيق آمال المصريين.