فيلم السلطان الفاتح يلقي الضوء علي مرحلة مهمة من تاريخ الدولة البيزنطية والعثمانية.. حيث أفول نجم الأولي, وبزوغه في الثانية;وكيف تم ذلك في رصد سينمائي تميز بالدقة التاريخية. وبعيدا عن الإخراج الذي جاء متسقا مع روح الفيلم في غالبية مشاهده; إلا أن المخرج ومنتج الفيلم فاروق اكصوي لم يوفق في التعامل مع المشاهد الحربية, والأكشن بإتقان يتلاءم وإمكانيات الفيلم من جرافيك, وحركة كاميرا معبرة بنسبة كبيرة في غالبية المشاهد أيضا..لم يختلف حال التمثيل كثيرا فقد حاول عدد كبير من الممثلين التعامل مع أدوارهم بحرفية عالية وإن نجحوا في ذلك بنسبة لا بأس بها. لكن ما يجذب الانتباه في الفيلم استخدام المادة التاريخية المرتكزة علي الإيديولوجية الدينية في فتح القسطنطينية, وظهرت مع البداية الأولي في حديث الرسول صل الله عليه وسلم لتفتحن القسطنطينية فلنعم الامير اميرها,ولنعم الجيش ذلك الجيش لنجد أنفسنا أمام رسالة قوية اللهجة للعالم الغربي بضرورة النظر إلي تاريخها وطي صفحة دولة أتاتورك التي اثبتت فشلها, وتأكيد أن تاريخها العثماني ذا الأصول الإسلامية هو من صنع حضارة هذا البلد والدولة العثمانية كلها. وبذلك فإن السلطان الفاتح يعد بمثابة رسالة تنبيه للغرب بعودة الدولة العثمانية القوية سياسيا, وإقتصاديا, وإجتماعيا. وقد نجح الفيلم في التركيز الجيد علي حقبة تاريخية محددة ليقدمها بشكل جيد وإن كان لا يليق بالأعمال التاريخية العالمية الكبيرة حرفيا; لكنه يعد مبادرة قوية لدولة لفتت أنظار البلدان الإسلامية إليها, خاصة الإستراتيجية منها, واستطاعت عمل اتفاقيات تعاون في كثير من المجالات معها لتعزز بذلك تركيا مكانتها في الشرق الأوسط, وأخيرا يبعث الفيلم رسالة تحذيرية بايديولوجية دينية لمن يحاولون إضعاف الدولة التركية.