أعلن الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أنه تلقي ونظيره السوداني توجيهات من الرئيسين محمد مرسي وعمر البشير بسرعة تحقيق خطوات فاعلة لتعميق التكامل بين البلدين, وأن هناك مهلة لتحقيق ذلك خلال ثلاث سنوات. فيما اعلن عن توقيع اتفاقيتين خلال زيارته الحالية للسودان الأولي تتعلق بإنشاء مدينة صناعية متكاملة لدباعة وتصنيع الجلود والثانية لإقامة معهد تكنولوجي. وأعلن عن تخصيص مساحة أخري من الأراضي لإنشاء مدينة صناعية متخصصة في التصنيع الزراعي بمنطقة النيل الأبيض. جاء ذلك خلال كلمته بافتتاح مقر البنك الاهلي المصري بالسودان, معلنا عن توقعاته بقرب افتتاح الطريق البري الدولي من القاهرة حتي الخرطوم مطلع العام المقبل, حيث يتفرع هذا الطريق شرقا وغربا للحدود التشادية والأثيوبية, مؤكدا الخطط الواسعة لإقامة مزارع ومدن جديدة علي جانبي هذا الطريق الذي سيقلل من تكلفة النقل ويسهل انتقال السلع والأفراد. وأكد قنديل أهمية مشروعات الربط الكهربائي بين البلدين, وأن وجود البنك الأهلي في السودان سيحل الكثير من مشاكل التمويل التي تعترض الإستثمار المشترك بين البلدين, كما أكد أهمية مشروعات الأمن الغذائي والإنتاج والتصنيع الزراعي. وشدد علي حيوية الدور الاجتماعي لرجال الاعمال. وقد التقي قنديل مع وفد مشترك من رجال الأعمال المصريين والسودانيين وكذلك الجالية المصرية, حيث أكد ثقتة في تجاوز مصر متاعبها الراهنة, موضحا أن الأوضاع تتجه نحو االاستقرار. وقال إن مصر ستنجح في عبور المرحلة الصعبة والتي تمر بها, وأن هناك ضوء مبهر لمستقبل مصر في نهاية النفق القصير. من جانبه صرح علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني ان مباحثاته مع قنديل ركزت علي كيفية اعداد برنامج عمل يحقق طموحات الشعبين, مشيرا لأهمية التعاون المشترك في مجالات البنية الأساسية والأمن الغذائي وتسهيل تبادل السلع والأفراد. وقال إن الإرادة السياسية للتعاون لن تتحقق الا بتنفيذها علي أرض الواقع, وأن بدء نشاط البنك الأهلي في السودان بما له من تاريخ عريق سيكون بمثابة رافعة من روافع التنمية بين البلدين. وقال محافظ البنك المركزي السوداني إن عودة البنك الأهلي للعمل في السودان بعد أكثر من مائة عام من بدء نشاطه هناك سيضيف الكثير للعمل المصرفي لما لهذا البنك من تاريخ عريق حتي انه قام بدور البنك المركزي في السودان في نهايات القرن الماضي وحتي تأسيس بنك السودان المركزي. وأشار الي حجم التطوير والإصلاح في بنية الجهاز المصرفي في السودان والذي يضم33 بنكا ومصرفا وأكثر من500 فرع عبر زيادة الحد الأدني لرأس المال وتحديث البنية التحتية والتقنيات التكنولوجية. وأضاف أن السودان أصبح قبلة للعديد من الدول الشقيقة للاستثمار والعمل المشترك لما لديه من فرص كامنة للنمو والربحية. وتوقع طارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري ان يسهم فرع البنك بالسودان في جذب استثمارات تصل لنحو500 مليون دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة لمصلحة مشروعات التنمية المشتركة بين البلدين وخاصة في الإنتاج الزراعي. وقال إن وجوده رسالة حب من مصر لهذا البلد الشقيق وأن رسالتنا أن نستثمر في السودان وان نبني ونعمر هذا البلد لخير الشعبين وان قوة السودان هي قوة لمصر.