اهتمام الصحف العالمية علي مختلف توجهاتها بتواصل تغطية الاحتجاجات الصاخبة علي الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم, والتي شهدها ما يقرب من20 دولة عربية وإسلامية علي المستويين الرسمي والشعبي, يؤكد أن العالم الإسلامي لو اتحد زعماؤه يستطيع أن يكون أقوي قوة مؤثرة في العالم. ويؤكد ذلك الموقف للدول الكبري, حيث استنكرت فرنسا علي لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس خلال زيارته لمصر الفيلم الذي وصفه بالمقزز والمهين, كما حظرت روسيا عرضه ووصفته بالمتطرف, وفي ألمانيا أصدرت الداخلية الألمانية قرارا بمنع القس الأمريكي تيري جونز صاحب حرق نسخ المصحف الشريف والداعم للفيلم من دخول ألمانيا. أما أمريكا فيسيطر عليها الخوف والفزع مما دفع مسئوليها إلي إلغاء الإجازات بين قوات المارينز, وتصريحات وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون, بأن أمريكا ستتخذ خطوات حاسمة لحماية سفاراتها, وتأكيدها أن الفيلم مقزز ومضلل, وأن أمريكا مع حرية الرأي دون الإساءة لأي معتقدات دينية, كما توقع ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي استمرار ردود الأفعال في العالم الإسلامي, وهو ما دفع أوباما إلي وصف الفيلم بالمهين ولكنه ليس مبررا للعنف. أما في مصر بلد الأزهر الشريف فحسنا فعلت القيادة السياسية بتجاوبها مع الغضب الشعبي بإدانة هذا الفيلم, ولكن مع رفض أعمال العنف لأن المتضرر الأول منها هو المواطن المصري, الذي يدفع أموال الممتلكات الخاصة والعامة التي تم حرقها وتدميرها, وليكن الغضب في كثرة المظاهرات السلمية دون الاعتداء علي أي مؤسسات دبلوماسية, لأن ذلك يسيء للإسلام ومقاطعة البضائع الأمريكية وهو ما يهدد الشركات الأمريكية بالإفلاس مما يؤثر علي الاقتصاد الأمريكي. ومن هنا يجب علي مدعي الزعامة الثورية والشعبية الذين يتنقلون بين القنوات والبرامج البعد عن الشعارات الرنانة وتوعية الشعب المصري, خاصة الشباب بأهمية دعم القيادة السياسية في عدم الرضوخ للتهديدات الأمريكية بقطع المعونة لأننا لن نقبل أن نكون تابعا لأحد مرة أخري. المزيد من أعمدة ممدوح شعبان