كانت رائحة ملايين الموتي والمدن المدمرة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية تسود العالم عندما تم إنشاء منظمةالأممالمتحدة في محاولة لمنع جر العالم إلي مثل هذه الحرب التي قتل فيها أكثر من 60 مليونا. ولذلك جاءت المادة الأولي من ميثاق المنظمة تحدد أهدافها في حفظ السلم والأمن الدولي. وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها, وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم. وفي إطار الجو الذي ظهرت فيه الأممالمتحدة في أكتوبر 1945 فقد كان التصور أن العدوان المسلح علي دولة أخري هو الذي يهدد السلم. ثم بعد ذلك تبين أن أعمال الأفراد والتنظيمات الإرهابية يمكن أن تكون خطرا علي السلم كما حدث عقب واقعة تفجير المركز التجاري الأمريكي وإستخدام أمريكا الحادث لغزو أفغانستان والعراق. واليوم يدخل عنصر جديد يهدد السلم وهو ازدراء وتحقير المقدسات الدينية. ولنا تصور ماذا يمكن أن يصيب العالم إذا انتشرت الأفلام والرسوم التي تهين رسول الله عليه الصلاة والسلام, ففي المساس بالعقائد ليس مقبولا حجة حرية الرأي إذا كانت هذه الحرية المزعومة تهين معتقداتي المقدسة. وأنا هنا لا أتحدث عن الإسلام فقط وإنما عن كل المعتقدات المقدسة. ففي الهند تجد الهندوسي خريج أكبر الجامعات العلمية يؤمن بقدسية البقرة باعتبارها إله الخير ولا يمكن الاقتراب منها بسوء, ولو حاولت مناقشته يرفض ويثور ويغضب. ففي العقائد والمقدسات لا نقاش. ثم لماذا يقال إنها حرية رأي إذا كان الأمر يتعلق بالإساءة إلي معتقدات نحو مليار و300 مليون مسلم, بينما العداء للسامية جريمة يقرها الغرب ولا يقبل الدفاع عنها بنفس حجة حرية الرأي. فمجرد إلقاء طوبة علي معبد يهودي معاداة للسامية وجريمة كبري, أما الاستهزاء بمعتقداتنا فحرية رأي..هل هذا معقول ؟! وللحديث بقية [email protected]