أدان المجلس المصري الأوروبي الفيلم المسيء الذي أنتج بالولايات المتحدةالأمريكية عن النبي محمد، وما يمثله من "تحقير للدين الإسلامي، وإثارة لمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم"، وطالب بمحاكمة عاجلة للمسؤولين عنه". وأكد المجلس، في اجتماعه اليوم، رفضه لكل محاولات التطاول على المقدسات الدينية، ويعتبر أن ذلك "جريمة تحض على الكراهية، وتهدد السلم والأمن الدوليين بإثارة العنف والتطرف والإرهاب". وأوضح رئيس المجلس محمد أبو العينين، خلال الاجتماع الموسع للمجلس بمشاركة عدد كبير من السفراء والشخصيات العامة وممثلي رجال الدين الإسلامي والمسيحي، أن هناك فارقًا بين حرية الرأي والتعبير المكفولة للجميع، وبين جريمة السب والقذف التي تصيب الآخرين أفرادًا أو جماعات بالإهانة والضرر، والتي تمنعها قوانين الدول، معتبراً أن هذا الفيلم يمثل "جريمة سب وقذف لجميع المسلمين تستوجب توقيع أشد العقاب على المسؤولين عنه"، مؤكدا أن المجلس يقدر موجة الغضب الجارف التي اجتاحت العالم دفاعًا عن المقدسات الإسلامية ونصرة للرسول الكريم، موضحًا أن هذا الغضب والتعبير عنه "حق لكل مواطن وواجب على كل مسلم". وأضاف أبو العينين أنه يرفض التعدي على البعثات الدبلوماسية "لأنه يسيء إلى صورة الإسلام والمسلمين"، وتقدم بخالص تعازيه للولايات المتحدةالأمريكية لوفاة السفير الأمريكي ببنغازي و3 عاملين في السفارة. وأشاد رئيس المجلس المصري الأوروبي بموقف الرئيس محمد مرسي "القوي والمسؤول من هذا الفيلم"، وتكليفه السفارة المصرية بأمريكا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد منتجيه، وتعهده بالتصدي لكل من يسيء إلى النبي. كما طالب أبو العينين باتخاذ كافة السبل للحيلولة دون تكرار هذه الأعمال المسيئة، ودعا الدول والبرلمانات إلى إصدار قوانين "تجرم ازدراء أديان ومعتقدات الآخرين وتفرض عقوبات مشددة على من يرتكبها". وقال أبو العينين إنه نجح في عام 2006 في فرض هذا الموضوع على جدول أعمال البرلمان الأوروبي والبرلمان الأورومتوسطى "وذلك بعد أن واجه البرلمانيين الأوروبيين بالأثر الخطير للإساءة للإسلام والرسول على العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي إثر نشر بعض الصحف الدنماركية رسوما كارتونية مسيئة للنبي محمد". وأكد الدكتور علي الغتيت أستاذ القانون الدولي، أن هذا الفيلم المسيء "يهدد السلام بين الشعوب لإحساس المسلمين بأن عقيدتهم تُحتقر"، وطالب بإصدار قوانين تجرم الإساءة إلى الأديان، مشيرا إلى أنه "يمكن مقاضاة جوجل لرفضه منع إذاعة الفيلم على يويتوب". وأكد سفير الفاتيكان بالقاهرة الأب فدريكو لومباردي، أن "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب"، محذرا من التبعات الخطيرة للإهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الأيام نتيجة ردود الأفعال التي تحدثها وتترتب عليها أيضا نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لأعمال العنف لا يمكن القبول بها إطلاقا". وأكد المستشار عدلي حسين عضو المجلس المصري الأوروبي، على أنه من الصعب مطالبة الأممالمتحدة بتبني قانون دولي يجرم ازدراء الأديان السماوية فقط دون غيرها من الأديان، لأنه توجد دول رئيسية في العالم يدين أغلب سكانها بديانات غير سماوية كالصين والهند، لا توافق على تمرير هذا القانون الدولي، مشيرًا إلى ضرورة تجريم الإساءة إلى الأديان باعتبارها أمور تؤدي إلى تهديد السلم والأمن الدوليين وليس فقط باعتبارها إساءة إلى الأديان فقط. وأكد الأب إفرايم مجدي ممثل الأنبا باخوميوس، رفض الكنيسة الأرثوذكسية لهذا الفيلم المسيء مؤكدًا أنه "يعبر عن ضلال وجهالة صانعيه ووراءه أهداف غير سامية". وأكد د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق على أن هذا الفيلم الهابط تقف وراءه الثورة المضادة في مصر، والتي تقودها إسرائيل في الخارج والذين ينخدعون بها في الداخل، وأضاف أن إسرائيل وراء هذا الفيلم لعلمها بأن رد فعلنا سيتسم بالعفوية والانفعالية والعشوائية وبما سوف يؤدي إلى الإساءة للعلاقات المصرية الأمريكية، ما يؤثر على الدعم والمساندة الأمريكية لمصر في هذه المرحلة الصعبة.