الحصول على مكاسب ذات قيمة بمقابل لايتناسب معها أو لايتوازى مع حجمها تسمى صفقة وعادة ماتكون رابحة لطرف وخاسرة لآخر..ونقيض ذلك يطلق عليه صفعة وتعنى الاهانة أو الاستيلاء على حقوق الغير.. وهاتان الحالتان هما مايدور بشأنهما المحتوى الذى تنتظره دول العالم لتوصيف نتائج مايجرى الإعداد له على مدى عامين ومايسمى صفقة القرن كخطة سلام بين الفلسطينيين والعرب من جهة واسرائيل وامريكا من جهة أخري..وكانت الإجراءات التى اتخذها ترامب الفترة الماضية تتابعت خطواتها بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها، وايقاف المساعدات لمنظمة الإغاثة للفلسطينيين وإسقاط حق عودة اللاجئين واستبعاد المستوطنات من الحل النهائى وإلغاء مكتب المنظمة وطرد بعثتها من واشنطن.. وأتبعت اسرائيل ذلك بإصدار قانون القومية وجعل الأراضى المحتلة دولة لليهود فقط.. ثم كانت الصفعة الأمريكية للعرب بإصدار وثيقة الجولان والضفة الغربية أرضا اسرائيلية واعتقال للمتظاهرين فى غزة والضفة الغربية دون ادانة أو استنكار أو دعوات للمنظمات الدولية التى لاتألو جهدا فى تشويه صورة مصر وقيادتها فى تلك المجالات وطمس الحقائق حول الحريات العامة وحق التعبير والاعلام. وفى محاولة لتهدئة مخاوف دول المنطقة اتخذت الإدارة الأمريكية توجها مغايرا على مدى الشهور الماضية, ونفى المبعوث الأمريكى جيسون جرينبلات يوم 25 ابريل أن الصفقة تتضمن اقامة اتحاد بين الأردن وفلسطين واسرائيل.. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هاكابى فى بيان نشرته نيويورك تايمز 30 ابريل ان الادارة تعمل باتجاه اعتبار الاخوان جماعة ارهابية ..كما بدأت الترويج للسلام الاقتصادى بمؤتمر البحرين بمشاركة مسئولين دوليين.. وفى منحى آخر استأنف ترامب موجة العداء لإيران ومواصلة التهديد والعقوبات لتحقيق انهيارها كدولة واستغل إسقاطها طائرة أمريكية برد يعنى إطلاق نيران الحرب وتكهن البعض بحدوث ذلك ليلة 20 يونيو .. ولم تلتزم ايران الصمت ولكنها نافست أمريكا بالقوة والتحدى وواجهتها بنفس سلوكها باستخدام قدراتها العسكرية، مما دفع روسيا ودول أخرى الى التحذير من حدوث انفجار يؤدى لكارثة بالمنطقة.. وكشفت إيران إحجامها عن استهداف طائرة أمريكية تحمل 35 راكبا كانت برفقة الطائرة المسيرة وكشفت تراجع ترامب المفاجئ عن ضرب أهداف ايرانية رغم موافقته السابقة ..ويبقى القول إن تعادل القوة والمعاملة بالمثل بين الطرفين كفيلة بمنع نشوب الحرب . لمزيد من مقالات عبد المجيد الشوادفى