من أجل حرصه على الشباب ومستقبلهم وجه أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، مجموعة من النصائح إلى الشباب فى مصر، من أجل النهوض بمستقبلهم العلمي، ومستقبل بلادهم. وقال أبو الغيط فى حديثه للشباب خلال مشاركته فى حفل خريجى المدرسة الأمريكية بالتجمع الخامس إنه يتعين على شباب مصر الحفاظ على مشاعر حب البلد الذى ينتمون إليه، وإنماء الروح الوطنية فى قلوبهم، مشيرا إلى أنه حتى عندما يتطلب العلم منهم ضرورة السفر إلى خارج البلاد للدراسة، فإنه لابد لهم فى النهاية من الرجوع إلى أرض الوطن، التى تحتاج إلى أبنائها للنهوض بها وحمايتها. وأضاف أبو الغيط قائلا: «لقد تكبدت الأسر المصرية عبئا ماديا أهلكها من أجل تعليم أبنائها، خصوصا أنه كان لدى بعض الأسر أكثر من طفل فى مراحل التعليم المختلفة، وذلك من أجل إخراج جيل واع ومثقف ومتعلم تعليما جيدا، وذى أخلاق ومبادئ». وأضاف أن مصر كانت ولا تزال مجتمعا جيدا، ويحتاج لشباب واع، على استعداد للتضحية، من أجل إنشاء جيل معد إعدادا جيدا للنهوض بها. وأشار إلى أن «الشباب من خريجى المدارس حاليا لا تتعدى أعمارهم 18 عاما، وهؤلاء أمامهم فرصة عظيمة ومستقبل كبير، ولكن لابد من الاجتهاد، وطلب العلم، والحرص على المبادئ، وأن يعمل الشباب ما فيه المصلحة لهم ولوطنهم ومجتمعهم». وحث أمين عام جامعة الدول العربية الشباب على ضرورة الاستماع إلى نصائح الكبار، والأهل، والأصدقاء، على أن يفعلوا بعد ذلك ما يريدونه هم، وليس ما يريده الآخرون، بشرط أن يكون ذلك فى مصلحة وطنهم، وأن يدرسوا جيدا ما ينوون القيام به قبل البدء فيه. وتحدث أبو الغيط أيضا عن تجربته الخاصة، التى تمتد لقرابة ال55 عاما من العمل الجاد لخدمة وطنه فى المجال الدبلوماسي، فقال إنه قبل التحاقه بالعمل فى الخارجية المصرية عام 1964، كان شابا لا يتعدى عمره 22 عاما، وكان يتمنى أن يصبح طيارا فى القوات الجوية، وكان يرغب فى المشاركة فى حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، ولكنه فشل فى تحقيق ما يريد، ولكن هذا لم يوقفه ، ولم يمنعه من الاستمرار، ولكنه أعطاه الحافز ليصبح ما صار عليه، فقد وضع لنفسه هدفا جديدا، وكان يردد أمام أصدقائه أنه سيصبح وزيرا للخارجية، ومرت الأيام، وتحقق الحلم، وبالفعل أصبح وزيرا للخارجية. وأضاف أبو الغيط: «كنت أعمل 13 ساعة يوميا، وكنت أبدأ يومى على مكتبى بالوزارة من السادسة والنصف صباحا يوميا لمدة 55 عاما، وكنت أقضى 7 ساعات فى قراءة الكتب، وكانت هناك ساعة لممارسة الرياضة البدنية دون توقف». واستطرد محفزا الشباب بضرورة إيجاد الحافز أمامهم، والعمل الجاد للوصول إليه، والتمسك بالمبادئ والأخلاق، والقيم، والأمانة، والصدق، وقول الحق، فهى طريق النجاح. وخلال الاحتفال أيضا، اعتبر وليد أبو شقرا، خبير التعليم الدولى ورئيس منظمة أيسول، أن الجزء العميق من النجاح أساسه الصدق، وقال إن هذا هو الذى يكسب صاحبه الاحترام، مشيرا إلى أن العمل الجاد، وعدم الاستسلام، وطلب العلم، هى العناصر الأساسية للتفوق، وأشار أيضا إلى أن القيم الأخلاقية تأتى أولا. وأضاف أبو شقرا أنه على الرغم من أنه يبلغ من العمر حاليا 82 عاما، فإنه ما زال يعمل بكل جد واجتهاد من أجل أن يقدم لمصر هدية رائعة، لأنه البلد الذى طالما أحبه وأراد له الأفضل.