لم استغرب على الإطلاق الضجة الهيستيرية التى اثارها الإخوان المسلمون ومؤيدوهم فى أنحاء العالم بسبب وفاة الرئيس الإخوانى الوحيد و الاسبق لمصر محمد مرسى، مع أن وفاته كانت بعد لحظات من كلمة علنية له فى قاعة المحكمة مسجلة بالصوت و الصورة (فماذا كان يمكن أن يكون رد فعلهم مثلا لو كان قد صدر بيان بأنه توفى فى محبسه؟).وقد تابعت على قناة الجزيرة التى أسفرت عن وجهها الإخوانى القبيح عشرات الاحتجاجات التى أثارها أعضاء الإخوان المنتشرون فى أنحاء العالم، والصلوات على روحه...إلخ. إن محمد مرسى كان رمزا لتجسيد الحلم الذى راودهم لأكثر من سبعين عاما كى يتمكنوا من حكم مصر، ولكنه كان تمكينا قصير الأجل. وقد أسقطتهم ثورة شعبية شاهد العالم كله جماهيرها المليونية التى خرجت للشوارع تهتف «يسقط حكم المرشد»... لم يقولوا يسقط محمد مرسى، لانهم كانوا يعلمون أنه كان فى الحكم لا حول له ولا قوة. كان عام 2012 هو الذروة التى وصل إليها الإخوان ليسقطوا بعدها مرة واحدة و إلى الأبد! وكان إصدار محمد مرسى إعلانه الدستورى الشهير فى نوفمبر 2012 العلامة الأبرز على النوايا الديكتاتورية لنظام ظهر فى البداية ديمقراطيا، مما حرك القوى الشعبية مرة أخرى لتنتفض ضد الحكم الإخوانى. وأظهر الإخوان حماقة سياسية مدهشة عندما سعوا إلى السيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية دون أن يمتلكوا الحد الأدنى لمؤهلات ذلك الحكم الذى كانوا يحلمون به ويتشوقون إليه! فحرصوا على اسناد كل المناصب الوزارية والمهمة إلى شخصيات إخوانية بصرف النظر عن قدراتها أو مؤهلاتها.. والأمثلة معروفة ولاتزال حاضرة فى الذاكرة! لقد سقط هذا كله فى 30 يونيو وآل الأمر إلى القوات المسلحة بإلحاح من الجماهير التى سئمت حكم المرشد والإخوان. وعاد محمد مرسى إلى السجن الذى كان إخوان حماس قد هربوه منه، ليلقى ربه وهو يحاكم!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب