لأول مرة منذ سنوات طويلة أستقبل إعلان جوائز الدولة بحالة من الرضا، فقد حصل عليها بعض من أهم الأكاديميين والمثقفين المصريين، وبالتحديد فيما يتعلق بجائزة النيل فى الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، التى حصل عليها ثلاثة من الكبار الذين يحظون بإجماع كبير داخل الجماعة الثقافية فمن منا من لم يلحظ الأنتاج الطاغى للدكتور جابر عصفور الذى قدم إسهامات واضحة كبيرة فى النقد الادبى بدءا من صدور كتابه الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى عام 1973، ومفهوم الشعر: دراسة فى التراث النقدى 1978، وزمن الرواية 1999. والأهم خوض المعركة الكبرى دفاعا عن العقل والتنوير من خلال كتبه ومقالاته العديدة.أما الدكتور مفيد شهاب الحاصل على الدكتوراة من جامعة باريس عام 1963 وقدم إسهامات واضحة فى القانون الدولى العام و يشهد له دوره القانونى البارز فى قضية استرداد طابا التى كللت بالنجاح، أما أحمد نوار الفنان التشكيلى الكبير استاذ ورئيس قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة الذى حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون عام 1979 فيشهد له زملاؤه وأصدقاؤه بالتميز. دلالات الاختيار أصبحت واضحة: إن لجنة الاختيار أعادت لجوائز الدولة بعضا من اعتبارها بعد أن انتشرت فى السنوات الماضية رائحة المحسوبية وممارسة الضغوط على أعضاء اللجنة من جانب من يسعون للشهرة، تمنياتنا أن تصبح لدينا مؤسسة مستقلة مثل نوبل لا تتبع الحكومة تمنح هذه الجوائز بحيث ترتقى بمعايير منح الجوائز فى مصر، لأن وراء ذلك معنى كبيرا الا وهو الانتصار للموضوعية والشفافية و الإبداع، وهو ما نحتاج اليه فى كل مناحى حياتنا . جوائز الدولة هى ترمومتر لكيفية تقييم أعمالنا الجادة والإبداعية أمام الجميع. لمزيد من مقالات جمال زايدة