فى نهاية فيلم »شفيقة ومتولي» يحمل «متولي» جثة شقيقته «شفيقة» بعد عودته أو هروبه من السخرة، ودماؤها تنزف بعد أن قتلها أعوان الباشا، ويردد الراوى شاعرنا الكبير » صلاح جاهين»: «متولى شال جثة المقتولة بين ذراعيه ضربوها قدام عينيه بالنار ما يعرف ليه؟ وناس يقولوا ده هو طعنها بالخنجر بس إحنا شفناه وشفيقة جايه عليه سوا كده أو كده، شالها فى أحضانه ودموعه تجرى كبحر النيل وفيضانه يبكى عليها وعليه وعلى بنات الناس اللى تبيع عرضها فى القحط وزمانه القصد: لما بلد تنعرض للبيع بجملتها تنباع رعيتها قطاعى وبالملاليم». هذه نهاية الفيلم الملحمى «شفيقة ومتولي» قصة شوقى عبدالحكيم، سيناريو وحوار وأغنيات صلاح جاهين، إخراج على بدرخان، بطولة النجم أحمد زكي، وسندريلا السينما المصرية سعاد حسنى التى نحتفل بعد غد «الجمعة» بذكرى رحيلها ال «18» 21 يونيو2001، لكن كثيرين لا يعلمون أن هذا الفيلم كان من المقرر أن يقوم بإخراجه المخرج سيد عيسى، الذى سبق وأخرج أفلام «زيزيت، والمارد، وجفت الأمطار»، وكانت قصة «شفيقة ومتولي» أحد أحلامه الكبيرة بعد عودته من «موسكو» وحصوله على درجة الدكتوراة فى الإخراج عام 1970 ، وبعد سنوات من التحضيرات على الورق، من السيناريو إلى الحوار إلى الأغانى إلى تصميمات الديكور والملابس والحلى كما كتب الناقد الراحل سمير فريد وقتها بل وتصميمات الكادرات وتوزيع الإضاءة، بدأ تصوير الفيلم. سندريلا السينما المصرية لكن بعد أسابيع من التصوير دب خلاف كبير بين «سعاد وسيد عيسى»، على طريقة الإخراج إذ خشيت سعاد كما جاء فى مجلة «الكواكب» من الطريقة الفنية الجديدة التى يخرج بها «عيسى» الفيلم، وتختلف تماما عن الأساليب السائدة فى السينما المصرية، لكن «عيسى» رد عليها بأن ما يفعله، راجع إلى نجاح زملائه من مخرجى جماعة السينما الجديدة الذين فرضوا تجديد السينما على المجتمع المصري، لكن «سعاد حسني» أفهمته أن جماعة السينما الجديدة لا تخرج لنجوم لهم جماهيريتهم الكبيرة التى حققتها فى «خلى بالك من زوزو»، لكن «عيسى» تشبث بوجهة نظره. فما كان منها إلا أن ذهبت واشتكته إلى منتج الفيلم المخرج «يوسف شاهين»، الذى جلس معه ليحل المشكلة، لكن «عيسى» صمم على موقفه، فلم يكن أمام «شاهين» سوى استبداله بمخرج آخر، ورشح تلميذه المخرج «على بدرخان»، بعد النجاح الكبير الذى حققته أفلامه الأولى خاصة «الحب الذى كان، والكرنك».. وبالفعل قام «بدرخان» بإعادة إخراج الفيلم عام 1977، وغير كثيرا من أبطال النسخة الأولى، مثل أحمد عدوية، وحمدى أحمد، ومحمد نوح، ورشح «أحمد زكي» لدور «متولي»، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا بعد عرضه، ولفت «أحمد زكي» الأنظار إلى موهبته، وحصل على أكثر من جائزة عن دوره فى هذا الفيلم. وبدافع من التحدى بدأ «سيد عيسى» الإعداد لإخراج حكاية شعبية أخرى هى «حسن ونعيمة» نكاية فى «سعاد حسني» التى سبق وقامت ببطولتها فى أول أفلامها السينمائية، واختار أبطاله من الوجوه الجديدة فقام «على الحجار، وليلى حمادة» ببطولة الفيلم الذى حمل اسم «المغنواتي».