«الرئيس يقبل علم مصر ويرفعه وهو يبكى»، كان ذلك مانشيت صحيفة «الأهرام» يوم 18 يونيو 1956 عندما تحقق الجلاء الإنجليزى الكامل وخروج آخر جندى للاحتلال من بورسعيد والإسماعيلية. العدد التاريخى الذى يضم صورا للقيادات السياسية يتقدمهم الرئيس جمال عبد الناصر وهو يرفع العلم المصرى على بيت البحرية ببورسعيد - يؤرخ لتكرار انتصار مصر فى صراعها ضد الغزاة. بدأت المقاومة الشعبية ضد الاحتلال منذ دخول الإنجليز مصر عام 1882، واستمرت حتى التوقيع بالأحرف الاولى على اتفاقية جلاء الجيش الانجليزى فى 27 يوليو 1954 والتوقيع النهائى لها فى اكتوبر من نفس العام. مسئولو الاحتلال البريطانى قبل انسحابهم من بورسعيد.. وسفينتهم تستعد للمغادرة وقد جاء فى المبادئ الاساسية للاتفاقية ضرورة إرساء العلاقة المصرية الانجليزية على أسس جديدة من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة، وتطلب ذلك اعداد مشروع اتفاق خاص بقاعدة قناة السويس على النحو التالي: يسرى الاتفاق لمدة 7 سنوات من تاريخ التوقيع عليه، وتوقع الحكومتان خلال ال 12 شهرا الاخيرة من هذه المدة باتخاذ ما قد يلزم من تدابير عند انتهاء مدة الاتفاق، أما جلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية فقد تم الاتفاق على ان يتم فى مدة لا تتجاوز عشرين شهرا من تاريخ توقيع الاتفاقية وهو ما تم بالفعل ورحل آخر جندى بريطانى فى 18 يوينو 1956.