وأضيف لباقة الرسائل التى اخترتها من بريدى وأنشرها هذه الأيام، رسالة من السفير الأسبق نبيل العرابى يقول فيها: (البطولة الإفريقية لكرة القدم التى تستضيفها مصر بعد أيام فرصة لا تتكرر كثيرا، فقد قامت الجهات الإدارية الوطنية بجهود إيجابية جبارة فى إعداد الملاعب ووضع منظومة لتوزيع تذاكر الدخول، وغيرها من جهود التحضير المادى لهذه البطولة، ولكننا نحتاج إلى إعداد رجل الشارع المصرى والسمو بتعامله مع الآلاف من الضيوف الأفارقة لتحقيق أكبر مكسب معنوى من هذه المناسبة، عبر كفاءة استقبال الضيوف بداية من سائق التاكسى إلى البائع فى المحلات العامة إلى المسئولين عن الإقامة فى الفنادق، بأسلوب يضمن نقل مظاهر الحضارة المصرية إلى عيون الأفارقة، الأمر الذى يتطلب من الإعلام، سواء صحفا أو تليفزيون، تكثيف حملة إعلامية لتوعية الشارع المصرى لكيفية التعامل مع ضيوف الدورة الإفريقية وعدم استخدام أساليب الفهلوة لتحقيق مكسب رخيص وسريع من الضيوف وإنما تمكين الدولة من تحقيق المكاسب المعنوية الأهم بالإضافة إلى المادية من وراء هذا الحدث الكبير).. تعليق: كلام السفير نبيل العرابى مهم جدا فى إيجاد ثقافة جديدة للتعامل مع هكذا أحداث، وبيقين فقد نجحت مصر من قبل فى تحقيق تأثير إيجابى جدا من خلال تنظيمها الدورات الافريقية السابقة، ولكن ذلك كان مرتبطا لجمهور من مستوى معين، وثقافة معينة تم الدفع به بأعداد كبيرة إلى مدرجات كرة القدم، وصحيح أن ذلك أضفى مظهرا حضاريا متميزا على شكل المدرجات والملاعب وتحصلنا عبره على صور تليفزيونية جميلة وبراقة قدمت مصر إلى إفريقيا بطريقة محترمة، ولكن نحن نرغب أن يكون الجمهور المصرى فى إجماله وليس عبر انتقائية تدفع إلى مقدمة المشهد بنماذج مختارة من طلبة المدارس والجامعات الخاصة، أو من يقدن التشجيع من البنات بالشرائط اللامعة والملونة فى مباريات كرة السلة الأمريكية.. نحن نريد الشعب كله رائعا، ونريد الحدث ناجحا وضاء داخل الملاعب وخارجها، نريد أن نكون بحق بلدا يسعى زعيمه ويشتاق ناسه لأن يكون (أم الدنيا)، نريد ثقافة جديدة ترتفع إلى مستوى الزمن الذى نعيش وتجعل من هذا البلد جاذباً للأجانب ليس فقط للسياحة والفرجة على الآثار، ولكن للعيش بحرية واستمتاع مهما تكن الثقافات والأفكار التى ينتمى الأجانب لها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع