► النقل الجوى يسهم ب 7.2 تريليون دولار فى الاقتصاد العالمي
فى ظل تصاعد الصراع التجارى العالمى وارتفاع أسعار النفط وأزمة الطائرة بوينج «737 ماكس» جاءت فعاليات مؤتمر الجمعية العامة ال 75 للاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا» وكذلك القمة العالمية للطيران التى عقدت فى «سول» عاصمة كوريا الجنوبية الأسبوع الماضى، والتى تحولت إلى عاصمة للطيران العالمى بمشاركة نحو 1000 من قادة القطاع يمثلون 290 شركة طيران أعضاء ب «إياتا» إلى جانب ممثلى المنظمات الدولية والإقليمية وشركات تصنيع الطائرات وشركاء الصناعة. وقد افتتحت أعمال الجمعية العامة للاتحاد الدولى للنقل الجوى كيم هيون مى وزير الأراضى والبنية التحتية والنقل فى كوريا الجنوبية والتى أشادت فى كلمتها بالدور الذى لعبه الأياتا فى تطوير مجتمع الطيران على مدى العقود الماضية. وشهدت أجندة المؤتمر اهتماما كبيرا بالتحديات التى يشهدها القطاع حاليا وفى مقدمتها الصراعات التجارية العالمية وارتفاع تكاليف التشغيل والسلامة الجوية حيث جاءت فى مقدمة اهتمامات المشاركين برغم التوقعات بأن يمثل عام 2019 العام العاشر على التوالى من الأرباح المتواصلة ولكن ارتفاع التكاليف والصراعات التجارية وغيرها من الاضطرابات والتقلبات قد تؤثر سلبيا على الأداء والأرباح فى المستقبل. كما فرضت أزمة الطائرة البوينج «737 ماكس» وحظر طيرانها بعد حادثين مميتين لها فى أشهر قليلة نفسها على أعمال الجمعية كما ناقشت الجمعية أيضا ما يتعرض له القطاع من ضغوط قاسية وقواعد صارمة ذات صلة بالتغير المناخى . وبدأت القمة العالمية للطيران أعمالها مباشرة بعد انتهاء الاجتماع السنوى للجمعية، العمومية وذلك تحت شعار «رؤية للمستقبل» حيث طالبت القمة بضرورة الاستعداد للتعامل مع ارتفاع الطلب على السفر خلال العقدين القادمين. وخلال اجتماعات الجمعية العامة كشف رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا» فى تقريره للجمعية عن انخفاض التوقعات حول أرباح قطاع النقل الجوى العالمى لتصل الى 28 مليار دولار للعام الحالى ، وذلك من 35.5 مليار دولار أمريكى كانت متوقعة وأبرزت «إياتا» أرقاما تعكس دور النقل الجوى فى الأداء الاقتصادى العالمى، حيث تقوم صناعة النقل الجوى بتوفير 65 مليون وظيفة، بالإضافة الى إسهامها ب 2.7 تريليون دولار أمريكى ضمن الاقتصاد العالمى . وفى هذا الصدد قال ألكسندر دوجونياك المدير العام والرئيس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقل الجوى إن عام 2019 يعد العام العاشر على التوالى الذى يحقق خلاله قطاع النقل الجوى معدل أرباح صافية إيجابيا إلا أن هوامش هذه الأرباح تتضاءل نتيجة ارتفاع التكاليف ضمن مكونات القطاع المختلفة بما فيها اليد العاملة والوقود والبنية التحتية. وأضاف قائلا إن المنافسة الشديدة بين شركات الطيران تؤدى إلى عدم تمكنها من زيادة عائداتها، ومن المرجح استمرار تراجع التجارة العالمية فى ظل احتدام الحرب التجارية القائمة بين امريكا والصين الأمر الذى سيؤثر بشكل رئيسى على قطاع الشحن مع احتمال التأثير على حركة المسافرين مع ازدياد حدة التوتر. مشيرا إلى أن القطاع يواجه مخاطر هبوط بسبب عدم الاستقرار السياسى واحتمالية نشوب النزاعات وهى عوامل ذات آثار سلبية على النقل الجوى. ولكن دو جونياك أوضح أن الناحية الايجابية تتمثل فى خروج القطاع من حلقة التوسع والانكماش المتكررة، وبالتالى فإن تراجع البيئة التجارية غير قادر على التسبب بحدوث أزمة عميقة فى القطاع إلا أنه وفى ظل الظروف الحالية تبرز مخاطر عديدة تواجه قدرة القطاع على تحقيق مستويات أعلى للربحية والاستدامة. من جانبه قدم محمد البكرى نائب رئيس الإياتا للشرق الأوسط وإفريقيا تقريرا مفصلا حول صناعة الطيران فى المنطقة استعرض أبرز التحديات التى تواجهها وسبل علاجها.