منذ سنوات طويلة لم ألمس الحرص الشديد من الجمهور على مشاهدة فيلم مثلما حدث مع «الممر» فالإقبال الجماهيرى على الفيلم لم ينقطع حتى حفلة العاشرة صباحا التى كنت أعتقد أنها حفلة لا أهمية لها ، لأن حضورها يتطلب أن تكون مستعدا للذهاب للسينما من الثامنة صباحا ولكن «الممر» وحده فعل ذلك ، فامتلأت قاعات السينما من العاشرة وامتد الإقبال حتى الخامسة فجرا. هذا النجاح الكبير كان رسالة تأكيد قوية من الشعب يعبر فيها عن انحيازه للقوات المسلحة وبطولات رجالها فى كل العصور. فالشعب أراد ان يعيش ويتعايش ويعرف كيف نجح أبطالنا فى تحويل الهزيمة لانتصارات سبقت عبور أكتوبر. نجاح «الممر» جماهيريا لم يكن متوقعا لان أحداثه وموضوعه عن حرب ومعارك وهذه الأجواء فى حد ذاتها مغامرة إنتاجية كبيرة لأن القائمين على الفن فى آخر 40 عاما صدّروا نوعا من الأفكار غير المنصفة للشعب، مفادها أن الجمهور يريد أفلاما ذات توليفة معينة «رقصة وأغنية وبلطجة» وهذا المفهوم أخاف المنتجين فلم يجرؤ احد منهم على هذا الإنتاج.. وحتى الدولة ممثلة فى قطاع الإنتاج سابقا عندما تصدت لبعض هذه الأعمال لم يكن اهتمامها بها على أكمل وجه بل تم التعامل معها على أنها أفلام موجهة ولكن نجح الفيلم نجاحا أربك وأزعج أعداء الشعب والوطن لأنه دغدغ مشاعرنا، بكل تفاصيله. كم كانت سعادتى كبيرة لإقبال الشباب على الفيلم بحماسة وهذا فى حد ذاته رسالة قوية من الجمهور الواعى بأن الانتماء لوطنه كبير وأن من سعوا لنزع انتمائهم لا وجود لهم ولا تأثير، فالقوات المسلحة يجرى حبها مجرى الدم فى عروقنا. المخرج الكبير شريف عرفة أبدع فيلما حربيا وأتقن كل تفاصيله إتقانا لم نشهده من قبل فى توثيق بطولات عسكرية حقيقية ، وبرع نجوم الأداء فكانوا ضباطا وجنودا حقيقيين فتألق النجم أحمد عز الذى نجح بامتياز فى أداء شخصية ضابط الصاعقة «نور» بشكل بارع، كما تميز كل المشاركين النجوم: محمد فراج وأحمد صلاح حسنى وأحمد فلوكس واياد نصار وأحمد رزق ومحمد جمعة ومحمود حافظ وكان ظهور نجوم شرف الفيلم: هند صبرى و شريف منير وأسماء أبو اليزيد وحجاج عبد العظيم إضافة للفيلم. ولا يقل تفوقا وتألقا فى الحرفية مدير التصوير أيمن أبو المكارم و موسيقى المبدع عمر خيرت. على مستوى الإيرادات حققت أفلام العيد الخمسة إيرادات قياسية حتى أمس الثلاثاء وبلغت نحو 80 مليون جنيه، وكان «الممر» الفيلم الأكثر قبولا جماهيريا ولولا زمنه الطويل الذى حرمه من زيادة الحفلات لحقق أرقاما قياسية. فالفيلم يعرض على 90 شاشة، اما الأفلام الأخرى فمنحها فرق الزمن أكثر من 120 حفلة يوميا، ولكن يظل «الممر» الفيلم الأول والأكثر تاثيرا على مستوى المضمون الرائع والرسائل الوطنية التى أحدثها ولم نعرفها من قبل، وهى التفاعل بفخر وبحب شديد من خلال كتابة آلاف التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى إشادة بالفيلم الذى يذكر ببعض بطولات وأمجاد أبطال القوات المسلحة. منذ سنوات طويلة لم أقرأ مثل هذه التعليقات، أو أسمع تفاعل الناس مع الفيلم فى أثناء المشاهدة بالتصفيق أو بعد المشاهدة.. إنه أمر يستحق التوقف واليكم بعض التعليقات التى كتبها أفراد الشعب على موقعى التواصل تويتر وفيسبوك: فيلم الممر يشكل نقلة نوعية فى السينما المصرية. مشاعر الشعب المصرى و تسابقه للحجز لحضورالفيلم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب المصرى كلهم جنود فى حضرة الوطن . ضجت القاعة بالتصفيق مع كل حركة للجيش فى مواجهة المحتل الاسرائيلى . وانا بتفرج على الفيلم افتكرت أبى الله يرحمه وهو بيحكى لى عن البطولات التى حدثت فى الحرب. لازم الدوله تشتريه وتوزعه للفرجة عليه فى كل مدرسة وجامعة.. الفيلم ده لازم يكون منهج حياة للناس أن نحب بلدنا الفيلم أكثر من رائع تطلع منه تقول يا... إزاى الناس دى تعبت كده نفسيا وجسديا؟ إزاى عاشوا فى الضغط النفسى ده.. تكون فخور ببلدك وبأجدادك.. يلهمك شعوراً بالانتماء لبلدك وحبا لكل حبة رمل فيها.. مش كلام.. الفيلم فعلا مس قلبى وحسيت اد ايه لازم نحافظ على بلدنا ونحمد ربنا على نعمة الأمان. «الممر» بجد قمة فى الجمال.. حاجة نقدر نفتخر بها.. نفتخر بجيش بلدنا.. نفتخر بماضينا. الفيلم دا لازم يكون له تكملة.. لازم يكون له أجزاء ثانية عن بطولات ومهمات الجيش المصرى حتى بعد الحرب. «يدى وجعتنى من التصفيق فى السينما».. خذوا ولادكم لمشاهدة فيلم «الممر».. هيتعلموا معنى الوطنية والانتماء وهيعرفوا يعنى ايه رجولة وجدعنة، وهيطلعوا منه فخورين بمصريتهم، شكرًا لكل من شارك فى هذا العمل، شكرا أستاذ شريف عرفة، أنت حقًا أستاذ. «الممر» فيلم للتاريخ. لمزيد من مقالات محمود موسى