شعر حسن طلب هل كان في الإمكان يا خلي سوي ما كان؟ - هل كان في الإمكان؟! -...... - فهل السكوت أمارة الخذلان بعد خيانة الأعوان؟ أم هو آية الإيقان بالخسران.. بعد نفاد خزان الذخيرة؟ أم هو الخشيان من تبيان ما صرنا إليه الآن؟ مما لم يدر من قبل في حسبان فرسان المسيرة... - لا.. بل الجفلان من هملان أجفان الحسان إذا حرمن من اقتران الحب بالتحنان! أو من مر أطراف البنان علي الضفيرة.. أو إذا ما ذقن- بعد الوصل- بعض الصد والهجران! كنت قحمت وحدي المعمعان.. وعمت في دوامة الفكر العسيرة.. كلما أعياني العومان.. أهتف أستعين بما يجود به المعين علي المعان! عسي أعود لشاطئ العرفان من شكي! وكانت وحدها تبكي! ويغلبها الأنان وقد عناها القيد في الليان.. كم رسفت به الساقان حتي حز في بشريهما الرسفان! قلت: أليس من كف تكفكف دمعها السخنان؟ كانت قبضتاي انضمتا وأهز بالقضبان.. حين صرخت في السجان: فك القيد.. كف يديك عنها أيها الشيطان ثم هتفت بالأخدان: فلنحمل علي العثمان.. آن أوان إنقاذ الأسيرة من مخالب مثل هذا الأفعوان! فكم أذل جمالها العاني وكم ذاقت علي يده الهوان! *** - أم أنه الغليان من ميدان أركان المكان بمن عليه ثم لم يتفجر البركان؟ كاد يثور.. لكن كيف؟ بل أني له الثوران.. أو أيان! قد يصحو.. ولكن ميت الوجدان! يصحو لم يحس ولم يبال كأنما يستعذب الموتان.. ثم ينام بالعين القريرة! بئس أركان المكان- أردت مصر الآن والسكان- بئس غريزة النفس الغريرة... - لا.. لم يكن شيء من الخيلان! كلا.. لم يكن ما بي من الخذلان بعد خيانة الأعوان بعد نفاد خزان الذخيرة! بل من الضيعان في السفر الطويل علي شفير الدهر.. والضربان! ضرب من عذاب الرحلة العذب: السري في الليل والسريان.. والتيهان إبان الإقامة في الرحيل ولا سبيل إلي الوصول وليس زاد في الغرارة! ليس غير الممكن المبذول مر مذاقه المعسول.. ينشد طعم توت المستحيل ويشتهي تفاحه حلو المرارة! لم يكن ما بي من الدوخان.. بل سوخان ساق التائه الحيران في سبخ الوجود ووحله منذ الغرارة! أو من الحجلان في فلك المدار اللولبي السر فالصيران بعد هنيهة في قعر قاع البئر.. من حتمية الرديان! من حر البرودة في شتاء العمر.. يسلمنا إلي برد الحرارة! بؤس للإنسان من حران بردان! استجار.. ومن له بالقادرين علي الإجارة؟ فانزوي ندمان سدمان! الذي بي فوق ما يشكو الضرير من الضرارة! ليس ما بي من حكاية جس جسم الفيل.. بين جماعة العميان! بل من صحة البصر التي: يغتالها مرض البصيرة! من مناوأة العفاة المدنفين.. ومن مكافأة الجناة علي الجريرة! لم يكن شيء من الهوسان! بل من صيحة الصمت الجهيرة! رددت لحن الفناء ورتلت أنشودة الزولان! ما بي من أذية الاحتقان ومن أذي الغثيان من دومان دورة الارتهان.. من اكتيان العاشق الشهوان.. من شهقاته الأولي التي: أفضت به يوما لزفرته الأخيرة! من وجود اللاوجود جنوده هجمت لكي تستل روح الروح.. بالأيدي المدربة الخبيرة! من عدو إذ يرانا لا نراه! أتي يلوح بالأداة.. وفي الغداة يريق مهجتنا بوخزة شوكة العدم المبيرة! من ظهور الحاجب الغيبي فوق المسرح الكوني.. وهو يصيح: آن أوان إسدال الستارة ............... آن أوان إسدال الستارة... *** ما كان في الإمكان.. كان فنم قرير العين يا خلي إلي أن يأذن الرحمن للخلان باللقيا إلي أن يأذن الرحمن!