قصة ثلاث ساعات ساخنة من التحقيقات .. وسر تأخر قرار الإفراج الفيفا يؤكد: لا مكان لفاسد بيننا.. وأحمد أحمد يجتمع مع نوابه
على الرغم من إخلاء النيابة العامة فى مرسيليا أمس سبيل رئيس الاتحاد الافريقى لكرة القدم أحمد أحمد دون توجيه الاتهام اليه، الا ان حالة التوتر لا تزال تسيطر على أجواء «الكاف» بعد أن تلبدت بالغيوم من خلال الاتهامات التى تناثرت يمينا ويسارا بالإضافة إلى تعليق الاتحاد الدولى (الفيفا) بأنه لا وجود لأى إنسان فاسد فى منظومة الكرة على مستوى العالم، لاسيما بعد ما تردد عن سحب جواز سفره. وكشفت مصادر صحفية عن أن أحمد أحمد خضع للاستجواب من قبل مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية الفرنسية، على خلفية شبهات فساد فى فسخ من جانب واحد لعقد مع شركة تجهيزات رياضية وتحديدا الاتفاق المبرم فى ديسمبر 2017 مع شركة بوما لتوفير تجهيزات وملابس رياضية تخصص لنحو 580 متطوعا فى إطار بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين 2018 التى استضافها المغرب فى مطلع العام المذكور، لكن الاتحاد الإفريقى قام من طرف واحد بفسخ هذا العقد، وإبرام آخر بقيمة مالية أكبر مع شركة اخرى. ورفض أحمد أحمد الحديث خلال التحقيقات الأولية دون وجود محاميه الخاص، وهو ما حدث بعد ذلك, ووصل محاميه من سويسرا وحضر بالفعل جلسة الاستماع من قبل المكتب المركزى لمكافحة الفساد، وهو الأمر الذى تسبب فى تأخير عودة الاول لمقر إقامته. وذكرت التقارير أن أحمد أحمد خضع لجلسة استماع فى فندق پيرى فى العاصمة الفرنسية تحت إشراف لجنة مكافحة الفساد استمرت 3 ساعات ولم يتم توجيه تهمة الفساد له حتى الآن بشكل رسمي, وأنه تعرض خلال الجلسة للعديد من الأسئلة حول التهم الموجهة إليه بعد شكوى السكرتير السابق عمرو فهمى واحتجازه من قبل الشرطة الفرنسية فى باريس . ورد رئيس الكاف على تساؤلات حول رفض الاتحاد عرض شركة بوما الألمانية الخاصة بإنتاج الأدوات والملابس الرياضية بإمداد بطولة كأس الأمم للمحليين الماضية بمعدات قيمتها 312 ألف يورو، فى المقابل وافق مسئولو كاف على عرض من شركة تيكنيكال ستيل الفرنسية لتوريد المعدات نفسها مقابل 1.2 مليون دولار. ووصل أحمد أحمد إلى مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد انتهاء التحقيقات معه فى قضية التلاعب بأموال الكاف, ونشرت شبكة القناة الرياضية الثالثة المغربية صورًا لاجتماعه مع بعض أصدقائه وأعضاء المكتب التنفيذى بالاتحاد الإفريقى أمثال نائبه الثالث ورئيس الاتحاد المغربي، فوزى لقجع وهانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة المصري. من جهةٍ أخري، أوضح الحساب الرسمى للاتحاد المصرى لكرة القدم أن أحمد أحمد كان قد عقد اجتماعا أمس بمقر إقامته فى باريس مع هانى أبو ريدة، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الأمم الإفريقية فى حضور عدد من المسئولين بالاتحاد الإفريقي، وذلك بعد الانتهاء من الإدلاء بأقواله أمام جهات التحقيق الفرنسية فى الشكوى المقدمة ضده. وأشار اتحاد الكرة إلى أنه تم استعراض آخر الاستعدادات الخاصة بتنظيم البطولة التى تنطلق فى مصر يوم 21 يونيو الحالي، وذلك على هامش اجتماعات الاتحادين الدولى والإفريقى التى عقدت هناك بمناسبة إقامة كأس العالم للسيدات وإعادة انتخاب جيانى أنفانتينو رئيسا للفيفا. فى الوقت نفسه أصدر الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا»، بيانًا ثانيًا، يعلق فيه على توقيف رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، أحمد أحمد من قبل السلطات الفرنسية. وبدأ البيان بقوله: «لا يعلم الفيفا بالتفاصيل المحيطة بهذا التحقيق، وبالتالى فهو ليس فى وضع يسمح له بالإدلاء بأى تعليق عليه على وجه التحديد.. يطلب من السلطات الفرنسية أى معلومات قد تكون ذات صلة بالتحقيقات التى تجرى داخل لجنة الأخلاقيات التابعة لها». وأضاف: «على سبيل مراعاة الأصول القانونية، لكل شخص الحق فى افتراض البراءة، ولكن كما أكد رئيس الفيفا مساء أمس الاول ، يلتزم الاتحاد الدولى تماما بالقضاء على جميع أشكال المخالفات على أى مستوى فى كرة القدم. أى شخص يثبت ارتكابه لأعمال غير مشروعة أو غير قانونية ليس له مكان فى كرة القدم».واختتم: «أصبح الفيفا الآن نظيفا من الفضائح التى شوهت سمعته، وينبغى أن يسود الأمر نفسه فى الكيانات الحاكمة مثل هذه الاتحادات القارية. سيكون الفيفا فى طليعة ضمان تطبيق هذا الأمر من قبل جميع المشاركين فى كرة القدم». على جانب آخر تطرقت صحيفة آس الإسبانية لمخالفات جديدة تقول إن رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، ارتكبها خلال فترة ولايته الأولي, وقالت ان أحمد، الذى ينحدر من مدغشقر، متورط كذلك فى شبهة شراء سيارات فارهة باهظة الثمن، وتحميل أسعار معظمها على حساب الاتحاد القاري. ووفق ما نقلته سكاى نيوز فقد حصلت الصحيفة على ما أكدت أنها نسخ من العقود والخطابات الموجهة للكاف من أجل الحصول على المبالغ المطلوبة مقابل السيارات، التى يتعدى ثمن بعضها 190 ألف دولار.