يبدو أن سحر الفراعنة لم يتوقف عند التقدم في علوم الهندسة والعمارة، بل امتد ليشمل عالم الجمال والموضة وحتي المجوهرات لتسيطر اللمسات الفرعونية علي صناعة الجمال في القرن الحادي والعشرين. فعلي الرغم من أن أدوات التجميل تبدو كما لو كانت صناعة حديثة، تتجاوز قيمتها المليارات من الدولارات، فإن الفراعنة تفوقوا في هذا المجال أيضا، فمنذ الأسر الفرعونية الأولي والرجال والنساء من مختلف الطبقات الاجتماعية اعتادوا علي وضع الكحل وظلال العيون وأحمر الشفاه وتجلي سحر وجمال الفراعنة من خلال الملكتين الفرعونيتين نفرتيتي وكليوباترا. وأسر السحر الفرعوني نجمات هوليوود، حيث تألقت النجمة العالمية إليزابيث تايلور بلمسات فرعونية أخاذة في تحفتها الفنية «كليوبترا» عام 1963. أما المغنية الأمريكية الشهيرة «ريانا» فاستوحت من الملكة الفرعونية نفرتيتي إطلالتها الساحرة علي غلاف مجلة «فوج آريبيا» في 1917. ويؤكد تقرير لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية أن المصريين القدماء لم يستخدموا أدوات التجميل لتحسين مظهرهم فحسب، بل كان لمستحضرات التجميل استخدامات عملية ومعان رمزية، وأخذوا صناعة الجمال علي محمل الجد، فالمصطلح الهيروغليفي لفنان «المكياج» يشير إلي أن هناك حاجة إلي الكثير من الخبرة والمهارة والنبوغ لوضع «الكحل» أو أحمر الشفاه. وكان لأي سيدة في العصور الفرعونية طقوس لإعداد بشرتها قبل استخدام أدوات التجميل، تحولت إلي مناهج تدرس حتي الآن في أكاديميات الفنون والتجميل. وخلال الأعوام الأخيرة عادت المجوهرات الفرعونية للظهور مرة أخري علي أغلفة مجلات الأزياء والسجادة الحمراء، ففي آخر عرض أزياء لعميد الموضة في العالم كارل لاجارفيلد، كانت الخطوط كلها مستوحاة من الطراز الفرعوني. وكان الديكور عبارة عن معبد فرعوني، واتسمت خطوط أزياء العرض بالطابع الفرعوني. ولم يقتصر الأمر فقط علي الأزياء إنما طال العلماء أيضا، فقد كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن لغز الحجر الأصفر الذي استخدم في صنع المجوهرات الفرعونية ، وعثر عليه علي صدر مومياء توت عنخ أمون الذي حير العلماء قرابة ال 100 عام. وأكدت الصحيفة أن الحجر الأصفر هو زجاج صخري كان يستخدم لصنع الجعران وهو من النوع النادر ويرجع عمره لأكثر من 29 مليون عاما. وأضافت الصحيفة أن الزجاج الصخري الأصفر جاء نتيجة انفجار نيزكي في الصحراء المصرية والليبية منذ نحو 29 مليون عام.