أكد قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكى الجنرال كينيث ماكينزى أن تعزيز واشنطن قواتها فى المنطقة، أجبر إيران على التراجع عن خططها لمهاجمة العسكريين الأمريكيين، لكن الخطر من قبلها لا يزال قائما. وأوضح فى مقر قيادة التحالف الدولى ببغداد، أن الإجراءات الأمريكية فى المنطقة «أجبرت الإيرانيين على التراجع إلى حد صغير ومراجعة مخططاتهم بعد استعدادات لمهاجمة العسكريين الأمريكيين»، وأضاف أنه «ليس مقتنعا بأن ذلك تراجع استراتيجي». وأكد ماكينزى أنه لا يزال قلقا إزاء هجمات محتملة من قبل إيران، وقال إنه لا يستبعد أن يطلب من البنتاجون إرسال مزيد من القوات إلى المنطقة لتعزيز قدرات الجيش الأمريكى الدفاعية هناك فى وجه الصواريخ وغيرها من الأسلحة الإيرانية. وقال: «لا أعتقد أن الخطر قد زال، وأعتقد أنه واقعى جدا».وأشار ماكينزى إلى أن الولاياتالمتحدة تظهر القوة الكافية ل«ردع» إيران دون استفزازها بدون حاجة.وأكد أن إرسال مجموعة سفن ضاربة بقيادة حاملة الطائرات «أبرهام لينكولن» وأربع قاذفات «بي-52» إلى الخليج، علاوة على نشر بطاريات إضافية من صواريخ «باتريوت» هناك، جاء لإظهار قدرة القوات الأمريكية فى المنطقة على الدفاع عن نفسها.وذكر أنه أعيد نشر طائرات استطلاع كى تتابع عن كثب الوضع فى الخليج والعراق، وزيادة عدد الدوريات الجوية فى المنطقة. يأتى ذلك فيما ردت الإدارة الأمريكية على الاتهامات الموجهة إليها من قبل إيران، بإنشائها أسلحة متطورة من شأنها التسبب بكوارث بيئية لاستخدامها ضد طهران. ورفض مبعوث الخارجية الأمريكية الخاص لشئون إيران براين هوك هذه الاتهامات، واصفا إياها ب «نظريات مؤامرة روجت لها طهران مرارا عبر الفضاء المعلوماتي». وقال :إن إيران ألقت على الولاياتالمتحدة اللوم فى ابتكار «أسلحة الزلازل» لاستخدامها ضد طهران، واتهمت دولا أخرى بسرقة غيومها وماء مطرها واستخدام ماكينة مناخ أسطورية للتسبب فى فيضانات شاملة. وذكر هوك أن الاتهام الموجه إلى الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء ظهور تنظيم «داعش»الإرهابى من بين تلك الاتهامات التى اعتبرها «ادعاءات سخيفة»، مشددا على أن سبب معظم هذه المشاكل يعود إلى «سوء إدارة وفساد السلطات الإيرانية» . ومن جانبها ، انتقدت الخارجية الإيرانية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب .وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، فى بيان أصدره بعد تصريحات ترامب ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون حول الصواريخ الباليستية، إن «تصرحات ترامب فى أوروبا مكررة ومتناقضة ولا قيمة لها ولا تستحق ردا جديدا من طهران». وأشار إلى أن «طرح قضايا خارج الاتفاق النووى سيساعد الولاياتالمتحدة فى تحقيق هدفها المتمثل بانهياره»، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور «تزيد من عدم الثقة بين بقية أطراف الاتفاق النووي». وتابع موسوي: «الجانب الأوروبى لم يتمكن من الوفاء عمليا بالتزاماته بالاتفاق النووي، وبات عاجزا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق وغير قادر على توفير الأجواء لتأمين مصالحنا التى نص عليها الاتفاق». وكان ترامب قد قال قبيل محادثات ثنائية مع نظيره الفرنسى ماكرون بعد حضور مراسم الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين ليوم الإنزال فى «النورماندي»، إن العقوبات التى فرضها على إيران أدت لفشلها كدولة، لكنه حاول إغراء طهران بالتفاوض. فيما أكد ماكرون سعى فرنساوالولاياتالمتحدة على حد سواء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وإطلاق مفاوضات دولية جديدة لتحقيق هذا الهدف المشترك. وانتقدت إيران أيضا تصريحات الرئيس الفرنسى بشأن الاتفاق النووى الإيراني، مشيرة إلى أن طرح قضايا خارج الاتفاق لا تساهم فى الحفاظ عليه. وكان ماكرون قد قال «أعتقد أننا نشترك فى نفس الأهداف فيما يتعلق بإيران، نريد أن نتأكد من ألا يحصلوا على أسلحة نووية. لدينا اتفاق حتى عام 2025 ونرغب فى المضى قدما ويكون لدينا يقين كامل فى المدى البعيد».