فى آخر مهمة رسمية لها فى «10 دوانينج ستريت»، استقبلت تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على غداء عمل بحث خلاله الطرفان المخاوف الأمريكية من مشاركة شركة هواوى الصينية العملاقة للاتصالات فى بناء الجيل الخامس من شبكة الاتصالات اللاسلكية فى بريطانيا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي«البريكست»، وقضايا البيئة، والعلاقات الثنائية واتفاقية التجارة الحرة المرجوة بين الطرفين بعد انفصال لندن عن بروكسل. ولم يجر ترامب وماى مباحثات ثنائية منفردة كما حدث عندما التقيا العام الماضى فى لندن. وقللت مصادر «دوانينج ستريت» من عدم حدوث مشاورات ثنائية منفردة بين ماى وترامب. ونفت المصادر تقارير مفادها أن الجانب الأمريكى هو الذى اختار أن تكون المحادثات بحضور وفدى البلدين. وبعد غداء العمل، حضر ترامب وماى مؤتمرا صحفيا مشتركاً، ركز على المخاوف الأمريكية من العمل مع شركة هواوى الصينية، والبريكست، ورئاسة حزب المحافظين. وستقدم ماى استقالتها رسمياً يوم الجمعة المقبلة لتفتح الطريق رسميا أمام الحزب والمرشحين لخلافتها لانتخاب زعيم جديد. وخلال مباحثاتهما، أبلغ ترامب رئيسة الوزراء البريطانية أن الولاياتالمتحدة ستبرم اتفاقا «تجارياً كبيراً جداً» مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. ووجه ترامب الشكر لماى لأدائها وظيفة رائعة. وقال إنه لا يعرف توقيت مغادرة ماى لمنصبها لكن «يتعين عليها أن تبقى قليلا». وأضاف حول اتفاقية التجارة الحرة بين واشنطنولندن «دعونا نبرم هذا الاتفاق». و أضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي إن أمريكاوبريطانيا عازمتان على التأكد من عدم تطوير إيران برنامج أسلحتها النووية. وبدورها قالت ماي إن بريطانياوأمريكا ترغبان في تحقيق نفس الأهداف فيما يتعلق بإيران. وقبل المباحثات فى «دوانينج ستريت»، التقى الرئيس الأمريكى ورئيسة الوزراء البريطانية على إفطار عمل فى قصر «سانت جيمس» بوسط لندن مع رجال أعمال بريطانيين وأمريكيين فى اليوم الثانى من زيارته الرسمية إلى بريطانيا، وكان من ضمن المدعوين شركات لوكهيد مارتن للدفاع، وجى بى مورجان تشيس المالية، ومجموعة جولدمان ساكس المالية، وشركة بكتل للإنشاءات، وشركة سبلانك للأمن الإليكترونى وتحليل البيانات. وكان ترامب قد أشاد خلال مأدبة عشاء فاخرة بقصر بكينجهام ب«العلاقات الاستثنائية» بين بريطانياوأمريكا وقال إن تحالفا راسخا يربط بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا، وأوضح ترامب »بينما نحتفى بانتصارنا وتراثنا المشترك، نؤكد على القيم المشتركة التى ستوحد بيننا طويلا فى المستقبل، الحرية والسيادة وحرية الإرادة وسيادة القانون». كما أثنى على الملكة إليزابيث بوصفها «إمرأة عظيمة...ورمزا دائما لهذه التقاليد التى لا تقدر بثمن»، وتجسّد «الكرامة والمسئولية والوطنية» البريطانية. بدورها، قالت الملكة إليزابيث الثانية إن بريطانياوالولاياتالمتحدة قد بنيتا فى فترة ما بعد الحرب مؤسسات دولية من أجل «دول تعمل معا للحفاظ على سلام تحقق بشق الأنفس». وأعلنت أن البلدين تجمعهما مسائل بينها الأمن المشترك والتراث والروابط الاقتصادية والثقافية القوية. وأضافت «أنا واثقة بأن قيمنا ومصالحنا المشتركة ستبقينا موحدين». وبعد المؤتمر الصحفى المشترك مع ماي، توجه ترامب مجددا لمقر السفير الأمريكى فى لندن لحضور عشاء رسمى بحضور ولى العهد البريطانى الأمير تشارلز وزوجته. ومن ناحيته، قال ليام فوكس وزير التجارة الدولية إن لندن تتطلع لإجراء مباحثات تجارة حرة مع أمريكا. وكان فوكس ووزير الخارجية جيرمى هانت قد حضرا العشاء فى قصر باكينجهام ليلة أمس الأول. كما حضر فوكس وهانت مع عدد قليل من الوزراء اجتماع ماى وترامب فى 10 دوانينج ستريت صباح أمس، فيما لم تتم دعوة وزير الداخلية ساجد جاويد لحضور أى اجتماع أو عشاء مع ترامب. وجاويد هو أول مسلم يعين فى منصب وزير الداخلية. إلى ذلك، قاد زعيم حزب العمال المعارض جيرمى كوربن مظاهرات حاشدة ضد ترامب وسط لندن. وكان كوربن، على غرار زيارة ترامب العام الماضي، قد رفض حضور العشاء الرسمى على شرف الرئيس الأمريكى فى قصر باكينجهام. وحلق بالون عملاق يصور ترامب كرضيع فى حفاض يزمجر غاضبا أمام البرلمان البريطانى فى لندن قبل تنظيم احتجاجات حاشدة ضد الرئيس الامريكي. وشارك عشرات الآلاف من المحتجين فيما أطلق عليه اسم «كرنفال المقاومة» تعبيرا عن معارضتهم لترامب. وشارك فى الاحتجاج نشطاء فى مجال البيئة ومناهضة العنصرية وحقوق المرأة.