صلاح أفطر فى الدقيقة 40 فهاجمه جمهور توتنهام وحياه مشجعو ليفربول لم تكن المباراة النهائية لمسابقة دورى أبطال أوروبا كأى مباراة أخري، فهى المباراة التى يقف العالم على أطراف أصابعه لمشاهدتها بأعصاب مشدودة، نظرا لأنها تجمع أفضل فريقين فى القارة العجوز، فى سعيهما للتنافس على الفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين. ولهذا فإن الاستعدادات لاستضافة مباراة ليفربول وتوتنهام التى أقيمت مساء أول أمس، والتى مثّلت حدثا كرويا استثنائيا، فهناك معايير عديدة تحكم أدق التفاصيل، بداية من حجز تذاكر الدخول، وتصميم التذكرة، والرقم المشفر الذى يتم من خلاله معرفة هوية صاحب التذكرة، وعملية الكشف على التذاكر والتأكد أن من يحمل التذكرة هو صاحبها. تذكرة دخول الملعب هى البداية الملكية لحضور المباراة، ويبدو أن الحصول عليها أمر فى منتهى الصعوبة لدى الكثيرين، فبمجرد الخروج من المطار وحتى الوصول لمنطقة الملعب، هناك اشخاص يرفعون لافتات تحمل عبارة «أريد تذكرة للمباراة»، بعدما بلغت أسعار التذكرة فى السوق السوداء قبل المباراة ستة الاف يورو!!. وبفحص التذاكر يتبين تضمنها كل البيانات الضرورية لدخول الملعب، من رقم بوابة الدخول والصف ورقم الكرسى والرقم المشفر «بار كود» الذى يتضمن جميع بيانات المشجع، وعند الدخول يوجد موظف لفحص التذكرة بتمريرها عبر جهاز خاص للتأكد من هوية حامل التذكرة، وفى حالة وجود اختلاف بين هوية حامل التذكرة والبيانات المسجلة على نظام البوابات، يقوم الموظف بالاعتذار بكل أدب لحامل التذكرة ويرفض السماح له بالدخول. ويخضع ملعب المباراة والمنطقة المحيطة به لعملية تأمين محكمة تبدأ من خارج الملعب برجال الامن والطائرات، حيث قامت طائرة هليوكوبتر بالتحليق فى سماء استاد واندا ميتروبوليتانو الخاص بنادى أتلتيكو مدريد بالعاصمة الإسبانية، لرصد أى شيء خارج عن المألوف وتوجيه 4700 رجل أمن على الأرض تم تخصيصهم لتأمين النهائي، للتعامل معه فورا. وتمتد عملية التأمين إلى داخل الملاعب بعناصر من امن الاستاد وجيش من المنظمين المكلفين بالسيطرة على الجماهير وإرشاد ومعاونة من يحتاج المعاونة منها، كما يتواجد ممثلون للرعاة الرسميون الذين يتأكدون من أدق التفاصيل لضمان حصول كل راعٍ على حقه. وعلى الرغم من النفقات الباهظة التى تكبدتها بلدية مدريد لتنظيم نهائى دورى الأبطال، إلا أنها فى النهاية حققت أرباحا مباشرة بلغت 133 مليون يورو، هذا بخلاف الأرباح التى جناها القطاع الخاص من أصحاب الفنادق والشقق التى تم تأجيرها للضيوف، والمطاعم وسائقى التاكسى وغيرها من القطاعات المستفيدة من تنظيم حدث عالمى بهذا الحجم. ويعد ملعب المباراة هو أحد عناصر نجاح الليلة الكبيرة لنهائى دورى الأبطال، لذلك يخضع لعملية صيانة دقيقة على أيدى خبراء فى مجال صيانة الملاعب، وهذه الصيانة تتم قبل المباراة وبعد انتهاء اللاعبين من القيام بعمليات الإحماء لضمان انطلاق اللقاء والملعب فى أفضل حالة، كما تتم عملية صيانة أخرى ورى بين شوطى اللقاء. ولا تقتصر المتعة الجماهيرية على مشاهدة 22 لاعبا يتنافسون فى الملعب وحسب، بل إن هناك عروضا فنية تسبق اللقاء لجعل الأمر أكثر متعة وإثارة. وبالفعل كان الاستاد مبهرا بداية من الحضور الجماهيرى لمشجعى الفريقين، وإن كانت النقطة السلبية الوحيدة هى تجاوزات مشجعى توتنهام الموجهة إلى صلاح. بدأت المباراة فى تمام الساعة التاسعة مساء، ومع الدقيقة الاولى كانت ضربة الجزاء التى سددها الملك المصرى وسط فرحة المشجعين، لتشتعل المدرجات بالتصفيق والغناء للملك المصرى بينما راحت جماهير توتنهام تؤازر فريقها، وكان واضحا أن جماهير الفريق الأبيض كانت مستعدة بهتافات استفزازية لصلاح وهذا وضح تماما بعد الهدف الذى احرزه صلاح واتجاهه لجماهير توتنهام بحركته المعتادة ردا عليهم. من أبرز المشاهدات التى برزت خلال ليلة تتويج ليفربول، هى الطريقة بالغة الاحترام التى اتبعها فى تلقى تعليمات قائد فريق ليفربول وتنفيذها حرفيا، وهى طريقة تعكس الحالة الخلقية الرفيعة المعروفة عن نجم مصر والتى منحته حب الإنجليز والعالم بأسره، والتى دفعت الجمهور الإنجليزى إلى الغناء لصلاح ردا على إساءة جمهور توتنهام؟. إفطار صلاح فى الدقيقة الأربعين التقط صلاح زجاجة مياه وقام بالمضمضة ثلاثة مرات ثم شرب ما تبقى من زجاجة المياه لتكون هذه هى المرة الاولى التى يشرب فيها صلاح اثناء المباراة، ليتأكد صوم نجم مصر فى يوم إقامة أهم مباراة فى تاريخه الكروي، وعندما شرب صلاح تعرض لهتافات من جانب جماهير الفريق المنافس، إلا أن جماهير ليفربول راحت تغنى أغنيتها الشهيرة «مو صلاح.. مو صلاح». ما جرى بين الشوطين كان جديرا بالاهتمام خاصة ومصر مقبلة على تنظيم كأس أمم إفريقيا.. فأداء عمال الاستاد كان متميزا بعلاج اى عيوب ظهرت على أرضية الملعب، ثم قاموا باستخدام مضخات قوية لرش المياه فى جميع انحاء الملعب، وعندما عاد اللاعبون إلى الملعب كان فى أفضل حالة لبدء التنافس من جديد. وخلال النهائى الأوروبي، أثبت الجمهور أنه اللاعب الأول فى الفريقين، حيث زحف الآلاف من انجلترا ومصر من عشاق صلاح، ليبلغ عدد الحضور قرابة ستين ألف متفرج ملأوا شوارع مدريد من ليلة المباراة وحتى الساعة الخامسة مساء قبل بداية توافدهم إلى الاستاد.