إذا كان عقد جروس مع نادى الزمالك ينتهى فى 31 مايو 2019.. فما كان الداعى لكل هذه الشبورة بإقالة الرجل وطرده والتمثيل به وإرضاء نفوس تهوى التشفى، وتستمر هذه المسرحية الهزلية، حتى خروج رئيس النادى ليؤكد بعد ذلك أن الأمر انتهاء تعاقد وليست إقالة. وإذا كان الأمر متعلقا بانتهاء مدة العقد، فلماذا لم يتم التجديد مع جروس الذى أبدى استعداده وموافقته على ذلك، وهو أمر ثابت ومؤكد.. وإذا كانت كلفة الشهرين تقر حقيقة ب12 مليون جنيه، فلا أعتقد أن داعما لنادى الزمالك قام بتكلفة مدرب كبير فاقت ال50 مليون جنيه، سيرفض إضافة مبلغ جديد لو طلب منه ذلك. وإذا كان الأمر لا يستأهل أن يبقى الرجل شهرين منها 45 يوما معطلة بسبب البطولة الإفريقية، فلماذا لم تتم الاستجابة لجروس الذى أبدى موافقة للاستمرار مع الفريق لأى وقت وأى عدد من المباريات قبل الأمم الإفريقية، إلى أن يتدبر النادى أمره، دون مقابل ودون عقد رسمى، رغم ما فى ذلك من تأثير سلبى على خطواته المقبلة، إذ ستحرمه خطوة كهذه من التعاقد مع ناد جديد خلال فترة تعاقدات الموسم الجديد. من المؤكد أنه لا يوجد مدرب كامل، ولا يوجد مدرب لم يتعرض للخسارة والانكسار، ولا مدرب يفوز فى كل البطولات، ولكن يوجد شيء اسمه الاستقرار الفنى والإدارى، وهو أمر للأسف غائب عن معظم ملاعبنا وعن عقلية معظم مسئولى الأندية. أما إذا كانت موضة الحديث الآن هى النهش فى سمعة جروس الفنية، فهل نحافظ على سمعة الرجل إنسانيا، لعل فى ذلك حفاظا على سمعة بلادنا، خاصة أن اهتزاز السمعة أسرع وأسهل ما فى الوجود، إلا أن الكلفة هذه المرة ستكون باهظة جدا علينا جميعا، إذا ما ثبتت أن الرجل صادف معوقات متعمدة ومنع من أداء مهمته. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل